ويؤيّد هذا ما جاء في سنن النسائي بسند صحيح عن ابن عمرو قال : «جمعت القرآن فقرأت به كلّ ليلة فبلغ النبيّ فقال : إقرأهُ في شهر»(١).
فعبد الله بن عمرو سمّى ما جمعه (قرآناً) وهو يعلم علم اليقين بأنّ القرآن المجموع عنده ليس جميع القرآن ؛ لأنّ نزول الوحي لم ينته بعد.
وهذا هو الذي دعا النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن يوصي الإمام عليّ عليهالسلام أن يجمع القرآن بعد جمعه (صلى الله عليه وآله) له ، أي أنّه عليهالسلام جمع القرآن كلّه في مصحف بين الدفّتين ، إذ ليس غيره يعرف مكان الآيات الأخيرة في القرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
١٠ ـ وعن عليٍّ عليهالسلام قال : «ما كتبنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ القرآن وما في هذه الصحيفة»(٢).
١١ ـ وعن عثمان بن عبدالله بن أوس ، عن جدّه ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «من قرأ القرآن في المصحف كانت له ألفا حسنة ، ومن قرأه في غير المصحف فأظنّه قال : كألف حسنة»(٣).
١٢ ـ وعن أوس الثقفي ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «قراءة القرآن في غير المصحف ألف درجة ، وقراءته في المصحف تضعف على ذلك
__________________
(١) السنن الكبرى ٥/٢٤ / ح ٨٠٦٤ ، صحيح بن حبّان ٣/٣٣ / ح ٧٥٦.
(٢) صحيح البخاري ٣/١١٦٠ / ح ٣٠٠٨ ، سنن أبي داود ٢/٢١٦ / ح ٢٠٣٤ ولنا تعليق على هذا الخبر لاحقاً.
(٣) البرهان في علوم القرآن ١/٤٦٢ عن البيهقي في شعب الإيمان ٢/٤٠٧ / ح ٢٢١٧.