تمكّنوا من تركه تركوه ، ولو رأوا من تركه استحسنوه.
الرابع : تنصيص الأئمّة عليهمالسلام على إباحته وجوازه في أطياف(١) رأوها الثِقات الصالحون :
مثلما نقله الفقيه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء(٢) قدسسره في الحقّ المبين ، عن شيخه الفتوني(٣) رحمهالله : أنّه رأى الصاحب عجّل الله فرجه
__________________
(١) الطيف وهو خيال الشيء المترائي وصورته الذي يلمّ بالنائم في المنام أو في اليقظة ، وقيل : أي عرض له عارض منهم.
(٢) الشيخ جعفر ابن الشيخ خضر المالكي الجناجي النجفي ، الشيخ الأكبر المعروف بكاشف الغطاء نسبة إلى اسم كتابه الفقهي القيّم كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء ، وصارهذا الاسم لقباً لأسرته من بعده ، من أعاظم فقهاء الشيعة وزعماء الإماميةومراجعها ، له مواقف جهادية وإصلاحية جليلة ، ولد في النجف الأشرف سنة١١٥٤هـ ونشأ ودرس فيها حتّى انتهت إليه الرئاسة العامّة في الدين والدنيا ، له جملة من المصنّفات منها : كشف الغطاء ، وشرح القواعد للعلامة الحلّي ، والحقّ المبين في الردّ على الأخباريّين ، التحقيق والتنقير فيما يتعلّق بالمقادير ، منهج الرشاد لمن أرادالسداد ، العقائد الجعفرية في أصول الدين ، غاية المأمول في علم الأصول ، وبغية الطالب في معرفة المفروض والواجب ، وغيرها. توفّي في النجف الأشرف سنة١٢٢٨هـ ودفن فيها في مقبرته الخاصّة قرب داره في محلّة العمارة.
(٣) الشيخ أبو صالح محمّد مهدي بن بهاء الدين محمّد الملقّب بالصالح الأفتوني(الفتوني)العاملي الغروي ، وهو ابن عمّ المولى أبو الحسن الشريف العاملي الفتوني الغروي ، عالم كامل ، وفقيه محدّث ، كان من كبار علماء جبل عامل ، ولكن لمّا كثر الظلم فيها وجار الجائرون بأهلها وكثرة الفتن بينهم ، عُطّل سوق العلم