في إرجاع تلك الآيات إلى أماكنها من قرآن التلاوة ، والرّسول (صلى الله عليه وآله) أمر كَتَبَة الوحي أن يقوموا بذلك؛ لحرصه على دينه وكتاب ربّه.
وسؤالنا الآن : أين ذهب ذلك المصحف المدوَّن تحت نظر جبريل ورسوله؟ أو قل : أين ذهبت تلك المدوّنات من قبل الصحابة والتي سيأتي ذكرها بعد قليل؟
بل هل يصحّ التشكيك في وجود هكذا مصحف على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدعوى عدم إتمام الوحي وإمكان نسخ بعض آياته ؛ لأنّ الآيات لو جمعت بين الدفّتين في مصحف وجاء النسخ للزم تبديلها وتغييرها على استمرار؟
وهذا الإِشكال غير واقعي بنظرنا؛ لأنّ المسلمين كانوا قطعاً يقرءون بعض السور في صلاتهم بمكّة ، فقد يكون بعض الصحابة جمعوا تلك السور التي تعلّموها في مصاحف لهم ـ على تفاوت في الجمع ـ ويقرءون فيها.
كما في جمع : الأنعام ، والأعراف ، ويونس ، وإبراهيم ، وق ، والذاريات ، والطور ، والنجم ، والقمر ، والواقعة.
والآخر جمع : الحجر ، والإسراء ، والكهف ، ومريم ، والروم ، ولقمان ، والسجدة ، والأعلى ، والغاشية ، والفجر ، والملك.
وثالث جمع : طه ، والأنبياء ، والمؤمنون ، والفرقان ، والشعراء ، والنمل ، والقصص ، والعنكبوت ، وسبأ ، وفاطر ، ويس.