العامّة : «حدّثنا الثقة في روايته المتّهم في دينه» ممّا يدلّل أنّ ابن الجوزي نفسه يعترف بكون ابن خزيمة ثقة ومعتمداً.
وقال عنه أبو حاتم الرجالي المتقدّم والمعروف عند العامّة : «شيخ ثقة».
وكذا الدار قطني وهو من كبار علماء العامّة قال في حقّه : «شيعيٌّ صدوق».
أمّا الذهبي فإنّه قال عنه : «صادق في الحديث».
ووصفه ابن حجر العسقلاني في كتاب تقريب التهذيب بعبارة : «صدوقٌ رافضي».
ولا يخفى أنّ ابن حبّان كابن الجوزي أيضاً أخذته الحمية وحجبت عينيه فضعّف عبّاد الشخصية التي لا غبار عليها(١).
أمّا الراوي الثاني الذي عدّه ابن الجوزي ضعيفاً فهو عليّ بن هاشم ، فإنّ تضعيفه بالذات هو من عجائب الدهر نوعاً ما ، على أنّ ذلك من أمثال ابن الجوزي غير عجيب ، لأنّ علي بن هاشم هو من روى عنه الحديث كلٌّ من البخاري في كتاب الأدب المفرد ومسلم في صحيحه والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة ، كما نقل عنه الحديث غيرهم من مشاهير علماء القوم مثل يحيى بن معين وهو رجالي من الطراز الأوّل من علماء العامّة ، وقد وثّقه كلٌّ من ابن المديني وأبي حاتم والسدوسي والعجلي وابن شاهين ـ وهؤلاء كلّهم من علماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الجدير بالذكر أنّ ابن حبّان جرح وضعّف الإمام الرضا عليهالسلام ، انظر المجروحين : ٢/١٠٦.