الراحمين.
وإن كان شرّاً لي في ديني ودنياي وآخرتي أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وتسلّم عليهم تسليماً ، وأن تصرفه عنّي بما شئت وكيف شئت ، وترضيني بقضائك ، وتبارك لي في قَدَرك ، حتّى لا أحبّ تعجيل شيء أخّرته ، ولاتأخير شيء عجّلته ، فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك ، يا عليّ يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام(١).
تذنيب : ذكر الشيخ السعيد أبو العباس أحمد بن فهد الحلّي رحمهالله في مؤخّره قال : الاستخارة وهي أقسام :
الأوّل : الدعاء ، يطلب الخيرة من الله فيما يفعله ، ثمّ يفعل ما تقوى عليه عزيمته.
الثاني : أن يستشير بعض اخوانه ، ويسأل الله أن يُجري له على لسانه الخيرة ، ويفعل ما يشير عليه.
قوله رحمهالله : «ويسأل الله أن يجري له على لسانه الخيرة» معناه قبل المشورة لا بعدها ، فإنّ الواو ليست للترتيب ؛ لأنّ المشاورة قبل الاستخارة ممنوع منها ؛ لقول الصادق عليهالسلام : «إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور أحداً من الناس حتّى يشاور الله تعالى ، فإذا بدأ بالله تعالى أجرى الخير على لسان من أحبّ من الناس»(٢). وسيأتي لهذا المعنى مزيد توضيح في الخاتمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، الكفعمي في المصباح : ٥٢١ ، والسيّدعلي خان في رياض السالكين ٥ / ١٤٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٧٥ح٢٥ ، عن الفتح ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل ٦ / ٢٣٧ ح٥ ، عن الفتح.
(٢) هكذا ورد الحديث في الأصل ، وسيأتي كاملا مع مصادره في صفحة : ٨٩.