يخالف رأيه وعقيدته فإنّ ذلك يكون رافضيّاً متروكاً لديه.
لهذا ، ولمّا لم ينصف الطبري ـ المؤرّخ المعروف ـ أبا ذر في احتجاجه على معاوية في أموال المسلمين فحينها يصفه القاضي قائلا : «[الطبري] من أرباب صحّة الخبر»(١).
ولما ذكر الطبري حديث إحراق باب دار الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهماالسلام فقد استشاط له القاضي روزبهان وأثار ثائرته وقال : «من أسمج ما افتراه الروافض هذا الخبر وهو إحراق عمر بيت فاطمة ، وما ذكر أنّ الطبري ذكره في التاريخ فالطبري من الروافض مشهورٌ بالتشيّع ، مع أنّ علماء بغداد هجروه لغلوّه في الرفض والتعصّب وهجروا كتبه ورواياته وأخباره».
ثمّ أضاف قائلا : «وكلّ من نقل هذا الخبر فلا يشكّ أنّه رافضي»(٢).
أمّا الذهبي فإنّه يترجم للطبري قائلا : «محمّد بن جرير بن يزيد ، الإمام العلم المجتهد ، عالم العضد ، أبو جعفر الطبري ، صاحب التصانيف البديعة ، من أهل آمل طبرستان ... وكان من أفراد الدهر علماً وذكاءً وكثرة تصانيف ، قلّ أن ترى العيون بمثله(٣)».
وفي مكان آخر أيضاً يقول : «الطبري الإمام الجليل المفسّر ، ثقة ، صادق ، فيه تشيّع يسير ... من كبار أئمّة الإسلام المعتمدين(٤)».
وقال ابن حجر العسقلاني عن الطبري : «ثقة ، صادق ، فيه تشيّع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) دلائل الصدق : ٧ / ٥١٠.
(٢) دلائل الصدق : ٧ / ١٣٧.
(٣) سير أعلام النبلاء ذيل الرقم ٥٠٣٥.
(٤) لسان الميزان ، ذيل الرقم ٧١٢٩.