الحاصل عندهم هو الزهد والتورّع ورياضة النفس وشدّة التعلّق بمحبّة الله تعالى وأهل البيت عليهالسلام ، ولربّما حصل الإفراط والغلوّ من عوامّ الناس المقلّدين لأمثال هذا الشيخ والذين تحكم أفعالهم ظواهر الاُمور من غير تمييز لمعاني الكلام أو تدقيق لمفاهيمه ، والذي قد يتحمّل صاحب عبء الفهم الخاطىء له من قبلهم بالرغم من عدم تأييده لأفكارهم وأفعالهم المتعلّقة بهذا الأمر.
قال الخونساري في روضات الجنّات (١) معقّباً على ترجمة الشيخ رجب البرسي وما نسب إليه من الإفراط والغلوّ :
«... إلا أنّه سامحه الله تبارك وتعالى فيما أفاد ، لمّا كان أوّل من جلب قلبه إلى تمشية هذا المراد وسُلب لبَّه على محبّة أهل بيت نبيّه الأمجاد ، ولم يكن من المقلّدة الذين هم يمشون على أثر ما يسمعونه ويقبلون من المشايخ كلّما يدعونه ولا يستكشفون عن حقيقة ما يشرعونه ، ويكونون بمنزلة عبدة الأصنام الذين اتبعوا أسلافهم المستقبلين إليها في عبادتهم من غيربصيرة لهم بأنّ ذلك العمل من أولئك إنّما كان لتذكّر عبادات من كان على صور تلك الأصنام من قدمائهم المتعبّدين كما ورد عليه نصّ المعصوم عليهالسلام ، فمن المحتمل إذن في نظر من تأمّل أن يكون هو الناجي المهدي إلى سبيل المعرفة بحقوق أهل البيت عليهمالسلام ومقلّدوه مُقلَّدون بسلاسل النقمة على كلّ ما لهجوا به عليه في حقّ أولئك من كيت وكيت ...».
وفاته :
لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته وإنّما كان حيّاً عام ٨٠١هـ. وهو وقت فراغه من تأليف كتاب مشارق الأمان قدّس الله روحه الطاهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) روضات الجنّات ٣/٣٤١.