حامل وحيّ وميّت وقائم وقاعد وراكع وساجد ويقظان ونائم ومعتلّ ومنكسر وصحيح ومريض ومحبّ ومعاد ومبغض وصاحب ومالك الى غير ذلك يتبادر منها المتّصف بالمبدإ حال الاتصاف فقط وقد سبق انّ التّبادر من آيات الحقيقة وهذا الاختلاف هل هو ناش من تعدد الوضع او من مركب الهيئة مع المواد المتعدية وغير المتعدّية وجهان واعلم انّه قد يطلق المشتق ويراد به المتّصف بشأنيّة المبدا وقوّته كما يقال هذا الدّواء نافع كذا او مضرّ وشجرة كذا مثمرة والنّار محرقة الى غير ذلك وقد يطلق ويراد به المتّصف بملكة المبدا وباتّخاذ حرفة وصناعة كالكاتب والصّانع والتّاجر والشّاعر ونحو ذلك ويعتبر فى المقامين حصول الشّأنية والملكة او الاتّخاذ حرفة فى الزمان الّذى اطلق المشتق على الذّات باعتباره وفى الثّانى خاصّة سبق مزاولة مع عدم الأعراض ثم اعلم انّ الزّمان الّذى يطلق المشتق على الذّات باعتباره قد يكون حال النّطق وذلك فيما اذا حمل على الجزئيات نحو زيد قائم والفاضل المعهود كريم وكذا النّداء نحو يا قائم ويا قائل وقد يكون حال وجود الموضوع وذلك فيما اذا حمل على الطّبائع والكلّيّات نحو الإنسان او كلّ انسان مدرك وقد يكون حال وقوع حدث وذلك اذا تعلّق فعل او شبهه به كما فى اعطيت او سأعطي فقيرا او ضاربا درهما فيعتبر فى المبادى الغير المتعدّية حصولها فى تلك الأزمنة وفى المتعدّية حصولها فيها او فى ما قبلها حجة القول بانّه حقيقة في الماضى مطلقا انّه مستعمل فيه والأصل فى الاستعمال الحقيقة ولا يعارض بوقوعه مستعملا فى المستقبل ايضا لأنّه خارج بالإجماع وبانّ النّحاة اطبقوا على انّه اسم فاعل وظاهر التّسمية يقتضى ان يكون الموصوف فاعلا حقيقة وبانّ معنى المشتق من حصل له المبدا وخرج من قوّة الاتصاف الى الفعل وهو يتناول الماضى ايضا وبانّ كلا من المؤمن والعالم يصدق على النّائم والغافل حقيقة وليس الّا باعتبار المبدا بهما فى الزّمن الماضى اذ لو كان مجازا الصدق السّلب ومن الظّاهر خلافه والجواب امّا عن الاول فبانّ الاستعمال اعمّ من الحقيقة ان اريد به اثبات الاشتراك اللّفظى وان اريد به اثبات الاشتراك المعنوى فانّما يتم على تحقيقنا المتقدّم فى المشتقّات المأخوذة من المبانى المتعدّية حيث لم يثبت استعمالها فى خصوص الحال والماضى وانّما ثبت مجرّد اطلاقها عليهما وامّا فى ما عدا ذلك فاستعمالها فى خصوص الحال ثابت وح فلا يتمّ التّمسّك بالأصل المذكور على ما مرّ تحقيقه مع انّا قد بيّنا ما يوجب الخروج عن الأصل فى المشتقّات الغير المتعدّية على تقدير تسليمه وامّا عن الثّانى فبانّ المدار فى التّسمية عندهم على مجرّد الصّيغة باىّ معنى استعملت كما فى الماضى والمضارع وامّا عن الثّالث فبانّ المراد من له المبدا وذو المبدا والتّعبير تسامح وامّا عن الرّابع فبانّ الايمان عبارة عن صورة علميّة وهى قائمة بالنّفس حال التّوهم والغفلة ايضا غاية الأمر انّه ذاهل فى هاتين