ان انتفاء النّزاع فى المحكوم عليه لا يقتضى بظاهره تخصيصه بالمحكوم به كما لا يخفى [الأمر] الثّاني : الازمنة المعتبرة في اطلاق المشتق اما ان تؤخذ بالقياس الى النّطق كما صرّح به بعضهم وربّما يساعد عليه ظاهر اللّفظ فيكون المراد بالحال حال النّطق وبالماضى ما تقدم عليه وبالاستقبال ما تأخّر عنه فيدخل فى الاوّل نحو اكرمت او سأكرم قائما اذا كان الاتصاف حال النّطق دون حال الاكرام ويخرج نحو كان او سيكون زيد عالما اذا لم يكن الاتّصاف حال النّطق فيخرج الاوّلان عن القسمين الأخيرين ويدخل الاخيران فيهما او تؤخذ بالقياس الى التّلبس والاتّصاف كما صرّح به بعض المحققين وهو الموافق للتحقيق فيكون المراد باطلاقه على الحال اطلاقه على المتّصف بالمبدإ باعتبار حال التّلبّس وعلى الماضى اطلاقه على المتّصف بالمبدإ باعتبار ما بعد الاتّصاف وعلى المستقبل اطلاقه عليه باعتبار ما قبله فيدخل فى الأوّل نحو كان او سيكون زيد عالما اذا اطلق عليه باعتبار زمان الاتّصاف او اكرمت او سأكرم قائما اذا كان الاتّصاف حال الاكرام ويخرج منه ما لو اطلق ذلك باعتبار ما قبل زمن الاتصاف او الإكرام او ما بعده سواء صادف حال النطق او لا فيدخلان فى القسمين الأخيرين ومن هنا يظهر انّ كلّا من الأزمنة الثّلاثة المقيسة الى النّطق صالحة لكلّ من الأزمنة الثّلاثة المقيسة الى حال التّلبس والأولى ان يؤخذ الازمنة الثّلاثة باعتبار الزّمن الذى اطلق المشتق على الذّات باعتباره ليستقيم مقابلته بحال النّطق فالماضى ما تقدم عليه حال التّلبّس والحال ما قارنه والمستقبل ما تأخّر عنه والفرق بين هذا الوجه والوجه الأخير اعتبارى [الأمر] الثّالث : انّ مفهوم الزّمان خارج عن مدلول المشتق وضعا وقيد لحدثه باعتبار الصّدق والإطلاق فالفاعل مثلا انما وضع ليطلق على الذّات المتّصفة بمبدئه الخاصّ اعنى المبدا المأخوذ باعتبار زمن الاتّصاف او الاعم منه ومن ما بعده ولهذا فارق الفعل من حيث انّ الزّمان جزء من معناه فان اطلق باعتبار زمن آخر او اعتبر الزّمان فى مدلوله كان مجازا من غير فرق فى الثّانى بين زمن الحال وغيره فما ذكره النّحاة من انّ اسم الفاعل يعمل عمل فعله ان كان بمعنى الحال والاستقبال ولا يعمل ان كان بمعنى الماضى لا يبتنى على اخذ الزّمان جزء من معناه على ما سبق الى بعض الاوهام اذا عرفت هذا فالحقّ انّ المشتق ان كان مأخوذا من المبادى المتعبدية الى الغير كان حقيقة فى الحال والماضى اعنى فى القدر المشترك بينهما والا كان حقيقة فى الحال فقط لنا على ذلك الاستقراء فان الضّارب والقاتل والسّاكب والكاسر وفى المثال القاطع وكذا ما اخذ من باب الأفعال والتّفعيل والاستفعال كمكرم ومتصرّف ومستخرج ونحوها اذا اطلقت يتبادر منها ما اتّصف بالمبدإ حال الاتصاف وما بعدها وانّ نحو عالم وجاهل وحسن وقبيح وطاهر ونجس وطيّب وخبيث وحائض وطامث وحابل و