بخصوصه فى الكتاب ورابعا ان التّهديد فى الآية على كتمان الجماعة ولعلّه من جهة حجيّة خبر المجموع لحصول العلم به فيجب القبول من المجموع فكان المجموع على عدد التّواتر ووجوب الاظهار على كل واحد ليتالّف من المجموع ما يجب قبوله كالشاهدين لا من جهة حجية خبر كل واحد ووجوب القبول منه وخامسا انه يمكن ان يقال ان المراد بالكتمان هو الجحود والانكار نظير كون المراد بعدم الحكم بما انزل الله فى قوله سبحانه ومن لم يحكم بما انزل هو الحكم بغير ما انزل الله من باب انصراف المطلق الى بعض افراده او ورود النفى على القيد وسادسا ان اخبار الاخبار كانت محفوفة بقرائن موجبة للعلم عند الاتباع كيف لا والغرض من اظهار الاخبار ثبوت النبوّة ولا يكتفى فى النبوّة بخبر الواحد الظنّى واستدل ايضا بآيات اخرى لا يتم الاستدلال بها وصرف الهمّ عنها الى الاهم احرى وامّا الثّانى فطوائف من الاخبار منها ما دل على الترغيب والحث على مذاكرة الحديث وكتابته كما عن ابى عبد الله عليه السّلم اكتب وبث علمك فى اخوانك فان متّ فاورث كتبك بينك فانّه ياتى على الناس زمان هرج لا يانسون فيه الا بكتبهم والتّحديث بما فى كتب الشّيعة كما عن ابى جعفر الثانى عليه السّلم بعد قول السّائل جعلت فداك انّ مشايخنا رووا عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السّلم وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم فلم يرو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب الينا حدثوا بها فانها حقّ ومنها الاخبار الواردة بابلاغ مضامين الى الشّيعة وهى اكثر من ان تحصى كما صرّح به السيّد السّند المحسن الكاظمى كما عن ابى جعفر ع ابلغ شيعتنا انه لا ينال ما عند الله الا بعمل وابلغ شيعتنا ان اعظم النّاس حسرة يوم القيمة من وصف عدلا ثم خالفه ومنها ما دلّ على ارجاع آحاد الرّواة الى آحاد اصحابهم فى العمل او الرّواية كما عنه عليه السّلم فى رواته اذا اردت حديثا فعليك بهذا الجالس مشيرا الى زرارة وعنه عليه السّلم الابن ابى يعفور بعد السّئوال عمن يرجع اليه اذا احتاج او سئل عن مسئلة فما يمنعاه عن الثقفى يعنى محمّد بن مسلم فانه سمع من ابى احاديث وكان عنده وجيها وعنه عليه السّلم (١) أبان بن تغلب سمع منى حديثا كثيرا وروى لك فارو عنى وعنه عليه السّلم الشعيب العقرقوفي بعد السّئوال عمن يرجع اليه عليك بالاسدى يعنى أبا بصير وعنه لعلى بن المسيّب بعد السّئوال عمن ياخذ عنه معالم الدّين عليك بزكريّا بن آدم المامون على الدّين والدّنيا وعنه عليه السّلم لعبد العزيزين المهدى بعد ان قال ربما احتاج ولست القاك فى كلّ وقت أفيونس بن عبد الرّحمن ثقة آخذ عنه معالم دينى نعم وهذا الخبر كالخبرين السّابقين عليه امّا ظاهر فى الرّواية او اعمّ منهما وعنه عليه السّلم انّه لما قال له بعض اصحابه من اعامل وعمّن اخذ وقول من اقبل فقال العمرى ثقة فما ادى فعنى يؤدى وما قال لك فعنى يقول ومن الفتوى فاسمع له واطع فانّه الثقة المامون وعنه عليه السّلم العمرى وابنه ثقتان فعنى يؤديان وما قالا لك فعنّى يقولان فاسمع لهما واطعهما فانّهما الثقتان المأمونان وظاهر هذين الخبرين اناطة القبول بالوثاقة ومقتضى الخبر السّابق عليهما انّ قبول خبر الثقة او قول الثقة خبر لكان او فتوى كان امرا مفروغا عنه عند الرّاوى فسئل عن وثاقة يونس ليترتّب عليه اخذ المعالم عنه ثم انّه ربما يتوهّم انّ مقتضى تلك الاخبار جواز العمل بخبر الواحد فى صورة التمكّن من تحصيل العلم ياخذ الحكم عن المعصوم عليه السّلم ولا باس به بناء على حجية الظّنون الخاصّة اذ لا باس بحجية الطّريق الخاصّ مع امكان تحصيل العلم لكنّه ينافى حجيّة مطلق الظنّ لعدم جواز العمل بالظنّ فى صورة التمكّن من تحصيل العلم فمقتضى تلك الاخبار حجيّة خبر الواحد من باب حجيّة الظنّ الخاصّ من حيث الخصوصيّة اقول انّ هذا المقال وذلك الخيال انّما يبتنى على حصول العلم فى الاخذ عن المعصوم عليه السّلم وهو مبنىّ على تطرّق العلم فى مداليل الالفاظ فى المشافهات كما هو المنصور على ما حرّرناه فى محلّه واما بناء على العلّة المشهور من عدم تجاوز مداليل الألفاظ عن الظنّ فلا مجال لذلك لوضوح عدم حصول العلم باخذ الحكم بالشّفاهة عن المعصوم فلا مجال لدلالة تلك الاخبار على حجيّة خبر الواحد فى صورة التمكّن من تحصيل العلم وايضا لا باس بتقييد تلك الاخبار بصورة عدم التمكّن من الاخذ عن المعصوم إلّا ان يقال انّه لما تعدّد الإطلاق فيتقوى ويمانع عن التقييد بناء على ما حرّرناه فى محلّه من تقديم العموم والإطلاق على التّخصيص والتقييد لو تعدّد العموم والاطلاق بتعدّد المجلس او تعدّد المعصوم الّا ان يقال انّه يتّجه هذا المقال لو كان الدّليل على عدم جواز العمل بالظنّ فى صورة التمكّن من العلم هو الإجماع المنقول كما ياتى وامّا لو كان الدّليل على ذلك هو الاجماع المحقّق او الدّليل العقلى فلا مجال للعمل بالإطلاق ولو كان مفيدا للظنّ القوىّ وايضا التمسّك بخبر الواحد على حجية خبر الواحد يستلزم
__________________
(١) مخاطبا لا بان بن عثمان أبان بن تغلب قد روى عنّى روايات كثير فاروها عنّى وعنه عليه السّلم