ومن سورة الأحزاب
مدنيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٣) ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥) النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦)
[١] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) فيما أشاروا عليك من نقض العهد الّذي عاهدت عليه أبا سفيان وأصحابه. قدموا عليه بالمدينة وكان بينهم وبينه عهد وأشاروا عليه أولئك بنقضه وقتله.
[٤] (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ). ردّ على المنافقين الّذين قالوا : لمحمّد صلىاللهعليهوآله قلبان يأمر بأحدهما بشيء وينهى عنه بالآخر. فأكذبهم الله سبحانه. (أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) في التحريم المؤبّد ، بل إذا كفّرتم حلّت لكم. (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ). قيل : كانوا في الجاهليّة يورثون الأدعياء الّذين يتبنّونهم. وقيل : كانوا يكنّون النبيّ صلىاللهعليهوآله بأبي زيد ـ وهو زيد بن حارثة مولاه ـ فنهاهم الله. (يَهْدِي السَّبِيلَ) : طريق الجنّة (١).
[٥] (جُناحٌ) : إثم. (أَقْسَطُ) : أعدل.
[٦] (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ؛ أي : أولى بالطّاعة له منكم من طاعة بعضكم لبعض. (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ). أي : يجرين في التحريم علينا مجرى تحريم الأمّهات على التأبيد. (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ). كان في أوّل الإسلام يتولّى المهاجر الأنصاريّ وبالعكس فيتوارثون بذلك. فنسخه الله بهذه الآية. (إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ) الوصيّة من الثلث. (فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) : في اللّوح المحفوظ.
__________________
(١) ـ ل : «الحقّ».