الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)
[٩١] (عِضِينَ) : جمع عضة ؛ وهي الكذب والسّحر.
[٩٤] (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) : اكشفه وبيّنه. قيل : أظهر فضائل أهل بيتك واكشفها كما أظهرت القرآن.
[٩٥] (الْمُسْتَهْزِئِينَ). هم المقتسمين ؛ خمسة : العاص بن وائل ، مات عطشا من أكل حوت مالح ؛ وأبو زمعة ، سوّدت وجهه بسموم حارّة فأغلق عليه بابه حتّى مات ؛ والأسود بن المطّلب ، نطح رأسه بجناح جبرئيل فمات في الحال ؛ والوليد بن المغيرة ، انفضّ عليه جرح كان فيه من سهم فنزف حتّى مات ؛ والحارث ابن الطلاطلة ، دعا النبيّ صلىاللهعليهوآله عليه فعمي ومات بتهامة. وقتل ولده يوم بدر. وكلّهم يقول : قتلني ربّ محمّد.
[٩٨] (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) ؛ أي : صلّ.
ومن سورة النّحل
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦)
[١] (أَتى أَمْرُ اللهِ). يعني يوم القيامة. فلمّا تلاها جبرئيل ، قام النبيّ صلىاللهعليهوآله مخافة السّاعة. (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ). جلس النبيّ واطمأنّ.
[٢] (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ). قيل : بالنبوّة والكتاب. وقيل : بالوحي الحسن. وقيل : بالقرآن. (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) : الأنبياء المختارين لوحيه.
[٤] (نُطْفَةٍ) : قطرة من منيّ. (خَصِيمٌ) : مجادل بالباطل. (مُبِينٌ). قيل : نزلت في أبيّ بن خلف.
[٥] (وَالْأَنْعامَ) : الإبل والبقر والغنم. (دِفْءٌ) : أكسية من أصوافها وأوبارها وأشعارها. (وَمَنافِعُ) لظعنكم ومقامكم.
[٦] (جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ). هو قول : هذه نعم فلان وماله. و (تُرِيحُونَ) : تردّون الإبل من الرعي عشيّا إلى مراحها. و (تَسْرَحُونَ) : ترسلونها في الغداة إلى الرعي.