الاشتغال بذلك الجمال ، بعد تزكيتها عن شهوات الدنيا ، إلا شدّة الإشراق مع
ضعف الأحداق ، فسبحان من اختفى عن بصائر الخلق بنوره ، واحتجب عنهم لشدة ظهوره.
ونحن الآن ننظم
جواهر القرآن في سلك واحد ، ودرره في سلك آخر ؛ وقد يصادف كلاهما منظوما في آية واحدة
فلا يمكن تقطيعها ، فننظر إلى الأغلب من معانيها.
والشطر
الأول : من الفاتحة
من الجواهر ، والشطر الثاني : من الدرر ، ولذلك قال الله تعالى : «قسمت الفاتحة
بيني وبين عبدي» (١) الحديث. وننبّهك أن المقصود من سلك الجواهر : اقتباس أنوار
المعرفة فقط. والمقصود من الدرر : هو الاستقامة على سواء الطريق بالعمل. فالأول
علمي ، والثاني عملي ، وأصل الإيمان العلم والعمل.