الجحيم ، وأشدّها ألما ألم الحجاب والإبعاد ، أعاذنا الله منه ، ولذلك قدّمه في قوله تعالى (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ* ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ)(١). ويشتمل أيضا على ذكر مقدمات أحوال الفريقين وعنها يعبر بالحشر والنّشر والحساب والميزان والصّراط ، ولها ظواهر جليّة تجري مجرى الغذاء لعموم الخلق ، ولها أسرار غامضة تجري مجرى الحياة لخصوص الخلق ، وثلث آيات القرآن وسوره يرجع إلى تفصيل ذلك ، ولسنا نهمّ بجمعها فهي أكثر من أن تلتقط وتحصى ، ولكن للفكر فيه مجال وبحث ، وهذا القسم هو الزّمرّد الأخضر.
القسم الرابع
في أحوال السّالكين والنّاكبين
أما أحوال السّالكين : فهي قصص الأنبياء والأولياء ، كقصة آدم ونوح ، وإبراهيم وموسى وهارون ، وزكريا ويحيى ، وعيسى ومريم ، وداود وسليمان ، ويونس ولوط ، وإدريس والخضر ، وشعيب وإلياس ، ومحمد صلىاللهعليهوسلم ، وجبريل وميكائيل والملائكة وغيرهم.
وأما أحوال الجاحدين والنّاكبين : فهي كقصص نمرود وفرعون ، وعاد وقوم لوط ، وقوم تبّع ، وأصحاب الأيكة ، وكفار مكّة ، وعبدة الأوثان ، وإبليس والشياطين وغيرهم ؛ وفائدة هذا القسم التّرهيب والتنبيه والاعتبار ، ويشتمل أيضا على أسرار ورموز وإشارات محوجة إلى التفكّر الطويل ، وفيهما يوجد العنبر الأشهب ، والعود
__________________
(١) الآية ١٥ / من سورة المطفّفين.