والعنكبوت والنحل.
فانظر إلى
البعوض : كيف خلق أعضاءها ، فقد خلق عليها كل عضو خلقه على الفيل ، حتى خلق له
خرطوما مستطيلا حادّ الرأس ، ثم هداه إلى غذائه إلى أن يمصّ دم الآدميّ ، فتراه
يغرز فيه خرطومه ويمصّ من ذلك التجويف غذاء. وخلق له جناحين ليكونا له آلة الهرب
إذا قصد دفعه.
وانظر إلى
الذباب : كيف خلق أعضاءه ، وخلق حدقتيه مكشوفتين بلا أجفان ، إذ لا يحتمل رأسه
الصغير الأجفان ، والأجفان يحتاج إليها لتصقيل الحدقة مما يلحقها من الأقذاء
والغبار ؛ وانظر كيف خلق له بدلا عن الأجفان يدين زائدتين ، فله سوى الأرجل الأربع
يدان زائدتان ، تراه إذا وقع على الأرض لا يزال يمسح حدقتيه بيديه يصقلهما عن
الغبار. وانظر إلى العنكبوت : كيف خلق أطرافها وعلّمها حيلة النسج ، وكيف علّمها
حيلة الصيد بغير جناحين ، إذ خلق لها لعابا لزجا تعلّق نفسها به في زاوية ،
وتترصّد طيران الذباب بالقرب منها ، فترمي إليه نفسها فتأخذه وتقيّده بخيطها
المدود من لعابها ، فتعجزه عن الإفلات حتى تأكله أو تدّخره ، وانظر إلى نسج
العنكبوت لبيتها ، كيف هداها الله نسجه على التّناسب الهندسي في ترتيب السدى
واللّحمة.
وانظر إلى
النّحل وعجائبها التي لا تحصى : في جمع الشّهد والشّمع ، وننبهك على هندستها في
بناء بيتها ، فإنها تبني على شكل