قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

جواهر القرآن ودرره

جواهر القرآن ودرره

جواهر القرآن ودرره

المؤلف :أبو حامد الغزالي

الموضوع :القرآن وعلومه

الناشر :دار الكتب العلميّة

الصفحات :176

تحمیل

جواهر القرآن ودرره

23/176
*

أجزاء المعاني التي منها يلتئم النطق هو الصوت ، ثم الصوت بالتّقطيع يصير حرفا ، ثم عند جمع الحروف يصير كلمة ، ثم عند تعيّن بعض الحروف المجتمعة يصير لغة عربية ، ثم بكيفية تقطيع الحروف يصير معربا ، ثم بتعيّن بعض وجوه الإعراب يصير قراءة منسوبة إلى القراءات السبع (٥) ثم إذا صار كلمة عربية صحيحة معربة صارت دالة على معنى من المعاني فتتقاضى للتفسير الظاهر وهو العلم الخامس.

فهذه علوم الصدف والقشر ، ولكن ليست على مرتبة واحدة ، بل للصّدف وجه إلى الباطن ملاق للدّر ، قريب الشّبه به لقرب الجوار ودوام المماسّة ، ووجه إلى الظاهر الخارج قريب الشّبه بسائر الأحجار ، لبعد الجوار وعدم المماسّة ، فكذلك صدف القرآن ووجهه البرّاني الخارج هو الصوت ، والذي يتولّى علم تصحيح مخارجه في الأداء والتّصويت صاحب علم الحروف ، فصاحبه صاحب علم القشر البرّاني البعيد عن باطن الصدف فضلا عن نفس الدّرّة ، وقد انتهى الجهل بطائفة إلى أن ظنوا أن القرآن هو الحروف والأصوات ، وبنوا عليها أنه مخلوق ، لأن الحروف والأصوات مخلوقة ، وما أجدر هؤلاء بأن يرجموا أو ترجم عقولهم ، فإما أن يعنّفوا أو يشدّد عليهم ، فلا يكفيهم مصيبة أنه لم يلح من عوالهم القرآن وطبقات سماواته إلا القشر الأقصى ، وهذا يعرفك منزلة علم المقرئ ، إذ لا يعلم إلّا بصحة المخارج.

ثم يليه في الرتبة علم لغة القرآن ، وهو الذي يشتمل عليه مثلا ترجمان القرآن وما يقار به من علم غريب ألفاظ القرآن.