والطلب بنفس الطبيعة لكن بما هي مرات للخارج وملحوظة بحسب اللحاظ التصوري عين الخارج لا بالوجود الخارجي كما هو الشأن في سائر الكيفيات النفسية من المحبة والاشتياق بل العلم والظن ونحوهما (كما يشهد) لذلك ملاحظة الجاهل المركب الذي يعتقد بوجود شيء بالقطع المخالف للواقع فيطلبه ويريده او يخبر بوجوده وتحققه في الخارج إذ لو لا ما ذكرنا من تعلق الصفات المزبورة بالعناوين والصور الذهنية بما هي ملحوظة خارجية يلزم خلو الصفات المزبورة عن المتعلق فى مثل الفرض المزبور فانه بعد مخالفة قطعه للواقع لا يكون في البين شيء تعلق به تلك الصفات (مع ان ذلك) كما ترى من المستحيل لوضوح ان هذه الصفات من العلم والظن والمحبة والاشتياق والارادة كما تكون لها اضافة الى النفس من حيث قيامها بها كذلك لها اضافة الى متعلقاتها بحيث يستحيل تحققها بدونها بل وقد يقطع الانسان ويذعن بعدم تحقق شيء كذائي في الخارج الى الأبد ومع ذلك يشتاق اليه غاية الاشتياق ويتمنى وجوده او يخبر عنه كذبا فان ذلك كله كاشف تام عن تعلق تلك الصفات بنفس العناوين والصور الذهنية لا بمنشإ انتزاعها والمعنون الخارجي وهو الوجود غاية الامر بما هي ملحوظة بحسب النظر التصوري عين الخارج لا بما انها شيء فى حيال ذاتها بحيث يلتفت عند لحاظها الى مغايرتها للخارج
(مضافا) الى ان الخارج بعد كونه ظرفا لسقوط الارادة والطلب يستحيل كونه ظرفا لثبوتهما فيستحيل حينئذ تعلق الارادة والطلب بالمعنون الخارجي ولو بالسراية بتوسيط العناوين والصور من جهة رجوعه حينئذ الى طلب المحال كما هو واضح (وارجاعه) كما في الكفاية الى ارادة صدور الوجود من المكلف وجعله بسيطا بنحو مفاد كان التامة الذي هو عبارة عن ايجاده وافاضته لا الى طلب ما هو صادر وثابت في الخارج حتى يكون من طلب الحاصل المحال (غير سديد) اذ الايجاد وجعل الشيء بسيطا معلول للطلب ويكون في رتبة متأخرة عنه بنحو يتخلل الفاء الكاشف عن اختلافهما بحسب الرتبة كقولك اردت ايجاد الشيء فاوجدته (فيستحيل) وقوعه موضوعا للطلب ومتعلقا له (وعلى ذلك) لا يبقى مجال لجعل المتعلق للطلب في الاوامر عبارة عن الوجود او صرف الايجاد وافاضته بمعنى جعله بسيطا كما في الكفاية والفصول باخذ الوجود في مدلول الهيئة مع جعلهم المادة