قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بدايع الأفكار في الأصول

    بدايع الأفكار في الأصول

    بدايع الأفكار في الأصول

    المؤلف :الميرزا هاشم الآملي

    الموضوع :أصول الفقه

    الناشر :المؤلّف

    الصفحات :414

    تحمیل

    بدايع الأفكار في الأصول

    29/414
    *

    والطهر وامثالهما وهي كثيرة.

    في حقيقة الوضع

    (الجهة الثانية) فى حقيقة الوضع وهي عبارة عن ربط خاص مجعول بين طبيعي اللفظ والمعنى الموضوع له بحيث يكون طبيعي اللفظ الموضوع مستعدا لاحضار ذلك المعنى في ذهن من يسمع ذلك اللفظ أو يتصوره ولا ريب فى أن هذا الربط الوضعي متحقق فى الخارج بعد جعل الوضع له أو بعد كثرة الاستعمال الموجبة له بنحو تحقق الملازمة الطبيعية بين الماهيتين المتلازمتين فى الواقع وإن لم يوجد شيء منهما فى الخارج مثلا النار بطبعها تلزمها الحرارة فى نفس الواقع وإن لم توجد في الخارج والأربعة ملازمة الزوجية كذلك بمعنى أن العاقل اذا تصور النار والحرارة حكم وجزم بالملازمة بينهما فعلا وإن جزم فعلا بعد مهما في الخارج وكذلك الربط الوضعي اعني الملازمة بين حضور المعنى الموضوع له وحضور اللفظ الموضوع في ذهن العالم بالوضع فان الملتفت الى الوضع يحكم فعلا بهذه الملازمة اذا تصور اللفظ الموضوع والمعنى الموضوع له وإن لم يوجد اللفظ فى الخارج غاية الأمر أن الملازمة الاولى ذاتية والملازمة الوضعية جعلية وكونها جعلية لا ينافي تحققها وتقررها في لوح الواقع كما أن جميع العلوم المخترعة تكون بعد اختراعها وجعلها كذلك مثلا علم النحو والعروض بعد اختراعهما يكون لهما تقرر في لوح الواقع وإن لم يوجد في الخارج من يعلم شيئا منهما وإنما يكون نظر من يحيط علما بهما أو بشيء منهما طريقا اليه وكاشفا عنه لا محققا وجاعلا له بعد أن لم يكن وبهذا ظهر لك أن الربط الوضعي بعد جعله ليس من منشئات نفس العالم به ومن علومها الفعلية التي لا يكون لها تحقق اصلا قبل انشاء النفس اياها كانياب الغول أو يكون لها منشأ انتزاع ولكن ليس لها بنحو التفصيل وجود كالأجناس والفصول واما تحقيق القول في ماهية هذا الربط والملازمة الوضعية وأنه من أى مقولة هو فهو مما لا يهم الباحث في المقام بعد أن حققنا أن الملازمة الوضعية انما تكون بالجعل كالملازمة الطبعية فما يجري من التحقيق في شأن الملازمة الطبعية وبيان حقيقتها يجرى فى الملازمة الوضعية.