مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على المصطفى محمّد خيرالورى وعلى أهل بيته أنوار الهداية بالدُّجى.
أمّا بعد ، لا يخفى على ذوي العقول الراجحة بأنّ كلّ أمّة إذا أرادت أن تحيى وتعيش بكرامتها وعزّتها وتسمو عليها أن تحافظ على أصول تراثهاوتبني حضارتها على هذا الأساس ، وتغذّي أبناءها جيلا بعد جيل الإحساس بالمسؤولية والاهتمام بالتراث ، لكي تأخذ الأجيال يد بعضها البعض الآخر ، ويتعاون السلف والخلف لبناء صرح الأمّة ووجودها ، وبعد تراكم الزمن يغدو شامخاً عريقاً ابتني على آهات من الحرص ، وقلق من الضياع ، وقلق من غزوات التاريخ.
وحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نتحلّى بهذا الإحساس ، فقد غدا تراثنا نهباً ، وماضينا وتاريخنا تمزّقه الحملات الشرسة والأطروحات الجديدة ، فضلاعن التضييع المتعَمَّد لبعض مفرداته.
فيجب علينا أن نلتفت ونهتمّ ونأصّل للانتماء ، في عصر اشتُهر بمحاولة اجتثاث العقل الإسلامي ، وعلى الأقلّ محاولة التشكيك بمنابعه ، وهذا الدور كرّس له الطاقات والجهود سلفنا الصالح الذي حفظ ما وصل