واختلف إذا تاب قبل أن يصل إلى الحاكم ، هل يسقط عنه القطع؟ وهو مذهب الشافعى لظاهر الآية ، أو لا يسقط عنه؟ وهو مذهب مالك ؛ لأن الحدود عنده لا تسقط بالتوبة ، إلا المحارب ؛ للنصّ عليه.
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)(١) : هم المنافقون ، كعبد الله بن أبىّ بن سلول وأصحابه.
(فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)(٢) : لا يكون فيه تسبّب لمخلوق. وقيل أمر من الله لرسوله بقتل اليهود. والفتح : هو ظهور النبى صلىاللهعليهوسلم والمسلمين.
(فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ)(٣) : من قصدهم الاستعانة باليهود على المسلمين ، وإضمار العداوة للمسلمين.
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(٤) : قرأ صلىاللهعليهوسلم هذه الآية ، وقال لهم : قوم هذا ، يعنى أبا موسى الأشعرى. والإشارة بذلك ـ والله أعلم ـ إلى أهل اليمن ؛ لأن الأشعريين من أهل اليمن. وقيل المراد أبو بكر الصدّيق وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردّة. ويقوّى ذلك ما ظهر من أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنه من الجد فى قتالهم ، والعزم عليه ، حتى خالف فى ذلك عزم الناس ، فاشتد عزمه ، ووافقوه ، وأجمعوا معه حتى نصرهم الله على أهل الردّة. ويقوّى ذلك أيضا أنّ الصفات التى وصف بها هؤلاء القوم هى فى أوصاف أبى بكر ؛ ألا ترى قوله تعالى (٥) : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ). وكان أبو بكر ضعيفا فى نفسه قويا فى الله ؛ وكذلك قوله (٦) : (يُجاهِدُونَ
__________________
(١) المائدة : ٥٢
(٢) المائدة : ٥٢
(٣) المائدة : ٥٢
(٤) المائدة : ٥٤
(٥) المائدة : ٥٤
(٦) المائدة : ٥٤