(فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (١) ...) الآية. معناها : كيف يكون حالهم إذا عاقبهم الله بذنوبهم ، ويقولون : لم نرد إلا موافقتك يا محمد ، مع أنهم كاذبون فى قولهم ، فانظر هذه الملاطفة الواقعة من أمر الله لرسوله فى شأنهم.
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ)(٢) : لا هنا مؤكدة للنفى الذى بعدها. ومعنى الآية أنهم لا يؤمنون حتى يرضوا بحكم النبىّ صلىاللهعليهوسلم.
ونزلت بسبب المنافقين الذين تخاصموا. وقيل بسبب خصام الزبير مع الأنصارىّ فى الماء الذى قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : " أن كان (٣) ابن عمتك". وحكمها عام.
(فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ...)(٤) الآية. أشار بها إلى أنّ من أطاع الله ورسوله يحشر معهم. وهى مفسرة لقوله : صراط الذين أنعمت عليهم.
(فَانْفِرُوا ثُباتٍ)(٥) ؛ أى اخرجوا للجهاد جماعات متفرقين ، أو جماعات. وفيها إشارة إلى السرايا ، وأنّ من خرج بها فهو كالمجاهد ، ولا يقال إنّ المجاهد لا يكون إلّا مع الإمام ؛ وقد صحّ أنه صلىاللهعليهوسلم قال : لو لا أن أشقّ على أمتى ما قعدت خلاف (٦) سريّة. وقد كان صلىاللهعليهوسلم يبعث السرايا ويحرّض عليها ؛ وقد وصف من تخلّف [٢٢٥ ب] عنها بأنه من المستهزئين.
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ)(٧) : ما زائدة للتأكيد ، والباء تتعلق بمحذوف
__________________
(١) النساء : ٦٢
(٢) النساء : ٦٥
(٣) فى القرطبى (٥ ـ ٢٦٦) أراك تحابى ابن عمتك.
(٤) النساء : ٦٩
(٥) النساء : ٧١
(٦) خلاف سرية ، أى خلفها وبعدها (صحيح مسلم : ١٤٩٦)
(٧) النساء : ١٥٥