وقال الصحابى : إن كنّا لنعدّ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المجلس الواحد : رب اغفر لى وتب علىّ ـ أكثر من سبعين مرة ؛ فكيف بك أيها الغريق! ولا يخلصك من ذلك إلا بكثرة الاستغفار ، والصلاة على النبى المختار صلىاللهعليهوسلم ؛ فإنهما يمحقان الذنوب محقا. قال صلىاللهعليهوسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وإذا تأمّلت الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، تجد فيها محبة الله للتائب والمستغفر ؛ ألا ترى أن الله قدّمه فى آيات من كتابه ، كقوله تعالى (١) : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ). ((٢) فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ). وفى الحديث : طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفارا كثيرا.
وقد قرن الله صحبة التائبين مع الصابرين ، والمجاهدين والمحسنين ، والمتوكلين والمتّقين والمقاتلين فى سبيله ، والمتّبعين لنبيه ؛ فما أشرفها من خصلة إن وفّقك الله إليها! ويا لها من نعمة يجب عليك شكرها! وكيف لا تشكره عليها والشكر نعمة أخرى؟ لكنه سبحانه يعطى الكثير ، ويرضى باليسير ؛ فاللسان ترجمان القلب. ولو جعل الله فى قلبك رؤبة هذه النعم لحركته فيما يدفع عنك النّقم ؛ أعجبتك نفسك ، فرضيت أفعالها! ألم تعلم أنّ أصل كلّ معصية الرضا عن النفس. سرحت لسانك فى أعراض إخوانك ، وهل خلقه لك إلا لتسبّحه ، أو تذكر نعمه ، أو تستغفر من ذنوبك الصادرة منك! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون على مصابنا وعدم اهتبالنا بما كسبته جوارحنا ، نسأله سبحانه السلامة والعافية فى ديننا ودنيانا ، بجاه نبينا وحبيبنا.
__________________
(١) التوبة : ١١٢
(٢) التوبة : ١١٢