(وَإِذا (١) جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) : ضمير الجمع يعود على اليهود والنصارى ، لأنهم كانوا يحيّونه بقولهم : السام عليك يا محمد. فيرد عليهم بعليكم.
(وَيَقُولُونَ (٢) فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) : يعنى قولهم : لو كان نبيا لعذّبنا الله بإذايته ، فقال الله : (حَسْبُهُمْ (٣) جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها ، فَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
(وَلا (٤) نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً) ؛ أى لا نسمع فيكم قول قائل ، ولا نطيع من يأمرنا بخذلانكم ، ثم كذّبهم الله فى هذه المواعد التى وعدوا بها.
فإن قلت : كيف قال : (وَلَئِنْ (٥) نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) ـ بعد قوله : (لا (٦) يَنْصُرُونَهُمْ)؟
والجواب : يعنى على الفرض والتقدير ؛ أى لو فرضنا أن ينصروهم لولّوا الأدبار.
(وَأَحْصُوا (٧) الْعِدَّةَ) : أمر بذلك لما ينبنى عليها من الأحكام فى الرجعة والسكنى والميراث وغير ذلك.
(وَأَشْهِدُوا (٨) ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) : هذا خطاب للأزواج ، والإشهاد المأمور به هو على الرجعة عند الجمهور وقد اختلف فيه : هل هو واجب أو مستحبّ على قولين فى المذهب. وقال ابن عباس : هو الشهادة على الطلاق وعلى الرجعة ؛ وذلك أظهر ؛ لأن الإشهاد يرفع الإشكال والنزاع ، ولا فرق فى هذا بين
__________________
(١) المجادلة : ٨
(٢) المجادلة : ٨
(٣) المجادلة : ٨
(٤) الحشر : ١١
(٥) الحشر : ١٢
(٦) الحشر : ١٢
(٧) الطلاق : ١
(٨) الطلاق : ٢