وحكى القزوينى أنّ الهدهد قال لسليمان : أريد أن تكون فى ضيافتى. فقال : أنا وحدى؟ قال : لا ، أنت وعسكرك فى جزيرة كذا فى يوم كذا ، فحضر سليمان وجنوده ؛ وطار الهدهد ؛ فاصطاد جرادة وخنقها ورمى بها فى البحر ، وقال : يا نبى الله ، من فاته اللحم ناله المرق ؛ فضحك سليمان من ذلك عاما كاملا.
(وَجَدْتُ (١) امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) : هى بلقيس بنت شراحيل كان أبوها ملك اليمن ، ولم يكن له ولد غيرها ، فغلبت بعده على الملك. والضمير يعود على قومها.
(وَلَها (٢) عَرْشٌ عَظِيمٌ) : يعنى سرير ملكها ، ووقف بعضهم على عرش ، ثم ابتدأ : عظيم وجدتها (٣) وقومها يسجدون للشمس. وهذا خطأ وغير منكر عليه وصف العرش بالعظمة.
(وَأْتُونِي (٤) مُسْلِمِينَ) : يحتمل أن يكون من الانقياد ، بمعنى مستسلمين ، أو يكون من الدخول فى الإسلام.
(وَكَذلِكَ (٥) يَفْعَلُونَ) : من كلام الله تعالى ، تصديقا لقول بلقيس : إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ؛ أو هو من قولها تأكيدا للمعنى الذى أرادته ، أو يعنى كذلك يفعل (٦) هؤلاء بنا.
فإن قلت : كيف استعظم الهدهد عرشها مع ما كان يرى من ملك سليمان؟
__________________
(١) النمل : ٢٣
(٢) النمل : ٢٣
(٣) النمل : ٢٤
(٤) النمل : ٣١
(٥) النمل : ٣٤
(٦) فى ا : يفعلوا ـ تحريف.