الله قوّاها ، اللهم كنّ لنا حافظا منها ؛ فإنه لا طاقة لنا عليها.
(سُطِحَتْ)(١) ؛ أى بسطت ، والمراد بذكر هذه الأشياء الاستدلال بقدرة الخالق على هذه المخلوقات. وقد قدمنا أن من العجائب ما قاله بعض المفسرين : إن من الأقاليم الستة عندهم ستة أشهر منها نهار وستة ليل خالص ، وهذا مذكور فى علم الهيئة ، فانظره فى حرف الميم. وقال قتادة : الدنيا أربعة عشر ألف فرسخ للسودان ، وثمانية آلاف فرسخ للروم ، وثلاثة آلاف فرسخ لفارس ، وألف فرسخ للعرب ، وألف فرسخ لأهل الترك والصين. وقال بعضهم : الدنيا مسيرة خمسمائة عام ؛ ثلاثمائة قفار ، ومائة بحار ، وثمانون ليأجوج ومأجوج ، وثمانية عشر للسودان ، وعاملين للبيض.
وفى الخبر إن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا محمد ، من أى شىء خلق الله الأرض؟ قال : من زبد. قال : فمن أى شىء خلق الزبد؟ قال : من الموج؟ قال : فمن أى شىء خلق الموج؟ قال : خلق من البحر. قال : فمن أىّ شىء خلق البحر؟ قال : من الظلمة. قال : يا محمد ؛ فقرار الأرض من أى شىء؟ قال : بالجبال. قال : وقرار الجبال بأى شىء؟ قال : بجبل قاف. قال : وجبل قاف من أى شىء؟ قال : من زمرّدة خضراء وخضرة السموات منه. قال : صدقت ؛ فكم مسيرة علوه؟ قال : خمسمائة سنة. قال : صدقت. فكم مسيرة حواليه؟ قال : مسيرة ألف سنة. قال : صدقت. فهل وراء جبل قاف شىء؟ قال : وراءه سبعون أرضا من المسك. قال : فما وراءها؟ قال : سبعون أرضا من الذهب. قال : وما وراءها؟ قال سبعون أرضا من الحديد. قال : فهل وراء هذه الأرضين شىء؟ قال عليهالسلام : ومن وراء هذه الأرضين سبعون ألف عالم ، فى كل عالم ملائكة لا يعلم عدد هم إلا الله ؛ وهذه الملائكة لا يعلمهم آدم وبنوه ولا إبليس ، وتسبيحهم سبع كلمات : لا إله إلا الله ،
__________________
(١) الغاشية : ٢٠