بالنبطية. وحكى شيذلة أنه باليونانية ، وعلى كلّ قول ما كان قريبا من جذع النخلة ، فسّره عليه الصلاة والسلام بذلك. وقيل يعنى عيسى ، فإن السرى الرجل الكريم.
(سَوِيًّا)(١) : أى قويما.
(سَلامٌ عَلَيْكَ)(٢) : إنما سلم إبراهيم سلام موادعة ومفارقة لا تحيّة ؛ لأن ابتداء الكافر بالسلام لا يجوز ، فإذا سلّم عليه الكافر يقول له : وعليكم ، أو عليك السلام ، بكسر السين ، وهى الحجارة. وفى الحديث : إنّ عائشة قالت ليهود سلموا : وعليكم السام واللّعنة. فقال لها عليه الصلاة والسلام : مهلا يا عائشة ، فإن الله رفيق يحبّ الرفق. فقالت : أو لم تسمع ما قالوا؟ قالوا : السام عليكم. فقال : قد قلت لهم وعليكم.
(سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي)(٣) : لما طلب آزر من إبراهيم الاستغفار وعده أن يدعو له. قال ابن عطية : معناه سأدعو الله أن يهديك ، فيغفر لك بإيمانك. وذلك لأن الاستغفار للكافر لا يجوز. وقيل : وعده أن يستغفر له مع كفره ، ولعله كان لم يعلم أنّ الله لا يغفر للكافر حتى أعلمه الله بذلك. ويقوّى هذا قوله : (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ)(٤). ومثل هذا قول النبى صلىاللهعليهوسلم لأبى طالب : " لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك". وروى أنه لما نزلت (٥) : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً [٢٦٢] فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) ـ قال صلىاللهعليهوسلم : " لأزيدنّ على السبعين ، فلما فعل عبد الله بن أبى وأصحابه ما فعلوا ، وقولهم : (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)(٦) ، وتوليتهم عن
__________________
(١) مريم : ١٧
(٢) مريم : ٤٧
(٣) مريم : ٤٧
(٤) الشعراء : ٨٦
(٥) التوبة : ٨٠
(٦) المنافقون : ٨