فإن قيل : من المعلوم أن القارورة من الزجاج ، فكيف قال من فضة؟
فالجواب أنّ المراد أنها فى أصلها من فضة ، وهى تشبه الزجاج فى صفائها وشفيفها. وقيل : هى من زجاج ، وجعلها من فضة على وجه التشبيه لشرف الفضة وبياضها.
(قصر) (١) : واحد القصور ؛ وهى الديار العظام. وقد قدمنا وجه تشبيه الشرر به فى عظمه وارتفاعه فى الهواء. وقيل : هو الغليظ من الشجر واحده قصرة كجمرة.
(قَضْباً)(٢) هى الفصفصة (٣). وقيل علف البهائم. واختار ابن عطية أنها [البقول](٤) وشبهها مما يؤكل رطبا.
(قَيِّمَةٌ)(٥) فيعلة ، وفيه مبالغة ، تقديره الملة القيّمة أو الجماعة القيمة ، ومعناه أنّ الذى أمروا به من عبادة الله والإخلاص له ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، هو دين الإسلام ، فلأىّ شىء لا يدخلون فيه؟
(قُرْآناً)(٦) : يكون بمعنى القراءة ، ويقال فلان يقرأ قرآنا حسنا ، ومنه (٧) : (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً). وقد قدمنا أنه لا يسمى بهذا الاسم غير كتاب الله ؛ لأنه يجمع السور ويضمّها ، والقارئ من له القراءة ومن لا قراءة له فليس بقارئ ، ولا يكون قارئا إلا عند وجود القراءة ، ولو كانت القراءة قديمة لكان يجب أن يكون الحافظ لكتاب الله قارئا [٢٥٥ ب] له فى جميع أحواله ، فلما بطل ذلك دلّ على أنها محدثة ، والقراءة غير الحفظ ، والكتابة غير السمع. والمتلوّ والمقروء والمحفوظ والمكتوب والمسموع واحد ؛ ولهذا لو قال :
__________________
(١) المرسلات : ٣٢
(٢) عبس : ٢٨
(٣) فى القاموس (فص) : الفصفصة : نبات ـ فارسيه اسبست. وفى القرطبى (١٩ ـ ٢٢١) : الفصفصة : القت الرطب.
(٤) مكانها بياض فى النسختين ، والتكميل من القرطبى.
(٥) البينة : ٣
(٦) الجن : ١
(٧) الإسراء : ٧٨