هذا يهودىّ ، فلا يترك ممّن كان يتبعه أحد إلا قتله.
وفى الصحيح أحاديث بمعنى ذلك. وفى أحاديث أنه يتزوّج ويولد له الولد ، ويمكث فى الأرض سبع سنين ، ويدفن معه صلىاللهعليهوسلم.
وفى الصحيح أنه ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس (١) ـ يعنى حمّاما.
وعيسى اسم عبرانى أو سريانى ، وهو أحد الأربعة الذين سمّاهم الله قبل وجودهم.
فإن قلت : قد اختاره الله لإقامة دينه ، وخصّه بما لم يخصّ به أحد غيره ؛ فلم لا يتقدم للصلاة بهذه الأمّة؟ وما الحكمة فى تمثيل الله له بآدم؟ ولم خلق من غير أب.
والجواب أن الله ينزله لتجديد الشريعة المحمدية ، فلو أمّ بهم لظنّوا أنه أتى بشريعته المتقدمة ، فنفى توهّم ذلك بقوله : ليتقدم إمامكم.
وأمّا تمثيل الله له بآدم فلأنّ بقاء آدم بالتراب وبقاء النفس بالريح ، والتراب طيّب والريح طيبة ، والتراب يميز الخبيث من الطيب ، والريح تميز الحبّ من التّبن ، والريح رحمة والأرض رحمة ، والأرض مسخّرة ، قال تعالى : ((٢) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً). والريح مسخّرة ، والأرض مختلفة : خبيث وطيب ، وحزن وسهل ، والريح مختلفة منها لواقح وصرصر ، وصبا وشمال ، ودبور وجنب ، والتراب يطفئ النار ، والريح أيضا يطفئها. وكما مثّل الله عيسى بآدم مثّل الدنيا بماء السماء ، قال تعالى : إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء ـ فى أنّ كثرته يضرّ ، وقلّته ينفع. ومثّل المنفق بالزرع ،
__________________
(١) بفتح الدال ، وتكسر (القاموس).
(٢) الملك : ١٥