قلبه من الشرك والنكرة (١) لينظر العبد إلى المعصية ، فيرى هيبته ، ثم ينظر إلى معرفته فيرى منّته ، ويبقى مع مولاه فى رؤية المنة ورؤية الهيبة.
ومنها أنه أخذ الجمرة بإلهام الله وإذن الملك ، ووضعها فى فمه باختيار نفسه دون أمر ربه ، فاخترق لسانه ، وكذلك العبد يعصى بنفسه ، واختيار هواه ، ثم يخاف ربّه ويندم بقلبه فتذوب نفسه ، فيأمر ربّه بإدخاله النار ، ويحفظ قلبه من ألم الهجران.
(مِساسَ (٢)) : هذا من كلام موسى للسامرى ، عاقبه بأن منع الناس من مخالطته ومجالسته ومواكلته ومكالمته ، وجعل له مع ذلك أن يقول طول حياته : لا مساس ؛ أى لا مماس ولا إذاية.
وروى أنه كان إذا مسّه أحد أصابته الحمّى له وللذى مسه ، فصار هو يبعد عن الناس ، وصار الناس يبعدون عنه ؛ وهذه كانت عقوبته.
والصحيح أنه تاب فقبل الله توبته.
وروى أن موسى همّ بالدعاء عليه ، فنهاه الله عن ذلك ، فقال : لم يا رب؟ فقال : لسخائه.
(مشكاة (٣)) : كوّة غير نافذة بلغة الحبشة ؛ قاله مجاهد ؛ وإنما وصفها بذلك لأن المصباح فيها شديد الإضاءة.
وقيل : المشكاة الذى يكون المصباح على رأسه. والأول أصح وأشهر.
__________________
(١) النكرة : خلاف المعرفة (القاموس).
(٢) طه : ٩٧
(٣) النور : ٣٥