ومكر الله ، وإنما جاء (١) (مُسْتَهْزِؤُنَ) بجملة اسمية مبالغة وتأكيدا ، بخلاف قولهم : آمنّا ـ فإنه جاء بالفعل لضعف إيمانهم.
(مَشَوْا فِيهِ (٢)) : إن عاد الضمير إلى أصحاب المطر فالمعنى أنهم يمشون بضوء البرق إذا لاح لهم. وإن رجع إلى المتقين فالمعنى أنهم يلوح لهم من الحق ما يقربون به من الإيمان.
فإن قيل : لم قال مع الإضاءة : كلّما ـ ومع الإظلام : إذا؟
فالجواب أنهم لما كانوا حراصا على المشى ذكر معه كلما ؛ لأنها تقتضى التكرار [١٨٣ ا] والكثرة.
(مُتَشابِهاً (٣)) : يحتمل أن يشبه ثمر الدنيا فى جنسه. وقيل : يشبه بعضه بعضا فى المنظر ، ويختلف فى المطعم. وأما قوله (٤) : (كِتاباً مُتَشابِهاً) ـ فمعناه يصدق بعضه بعضا ، لا اختلاف فيه ولا تناقض ، كما قدمنا.
(مُطَهَّرَةٌ (٥)) : أى من الحيض والبول والغائط ؛ فهن مطهّرات خلقا وخلقا ، محبّبات ومحبات ، مسلّمة من العمل والعيوب.
(مزحزحه (٦)) : أى مبعده.
(مُخْلِصُونَ (٧)) : الإخلاص فى العمل : ألّا يطلب به غير الله. وفى هذه الآية استدلال باستعمال النية فى الأعمال. وبهذا أمر الله أهل الملل كلها ؛ قال تعالى (٨) : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ؛ لأنّ الإخلاص
__________________
(١) فى الآية : نحن مستهزءون.
(٢) البقرة : ٢٠
(٣) البقرة : ٢٥
(٤) الزمر : ٢٣
(٥) البقرة : ٢٥
(٦) البقرة : ٩٦
(٧) البقرة : ١٣٩
(٨) البينة : ٥