(من دَخَلَ بَيْتِيَ (١)) : يعنى المسجد. وقيل السفينة. وقيل شريعته ؛ سماها بيتا استعارة ؛ وهذا بعيد. وقيل داره ؛ وهذا أرجح لأنه الحقيقة.
(من يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ (٢)) : قد قدمنا أنّ رمى الجن بالنجوم إنما حدث بعد مبعثه صلىاللهعليهوسلم ، واختار ابن عطية والزمخشرى أنه قبل المبعث قليلا ، ثم زاد بعد المبعث ، وكثر حتى منع الجن من استراق السمع بالكلية ؛ ودليلهما قوله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه ـ وقد رأى كوكبا انقضّ : ما كنتم تقولون للجاهلية لهذا؟ قالوا : كنا نقول ملك ملك ، أو مات ملك. فقال صلىاللهعليهوسلم : ليس الأمر كذلك : ثم وصف استراق الجن السمع. وقد ذكر شعراء الجاهلية فى ذلك أشعارهم.
(ماءً غَدَقاً (٣)) : أى كثيرا ، وهو استعارة فى توسيع الرزق ؛ يعنى أنهم لو استقاموا على الكفر لوسّع الله عليهم ؛ إملاء لهم واستدراجا. ويؤيّد هذا قوله (٤) [١٨٠ ا] : (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ).
والصحيح أن الطريقة هى الإسلام وطاعة الله. والضمير فى استقاموا يحتمل أن يكون للمسلمين أو للكافرين المذكورين فى قوله (٥) : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ ...) أو لجميع الجن الذين استمعوا القرآن ، أو لجميع الخلق.
(مَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ (٦)) : الآية فى الكفار ، وحملها المعتزلة على عصاة المؤمنين ؛ لأن مذهبهم خلودهم فى النار ؛ وعلى أنها فى الكفار وجهان :
أحدهما ـ أنها مكية ، والسور المكية إنما الكلام فيها مع الكفار.
__________________
(١) نوح : ٢٨
(٢) الجن : ٩
(٣) الجن : ١٦
(٤) الجن : ١٧
(٥) الجن : ١٥
(٦) الجن : ٢٣