(وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ (١)) : يعنى أنهم عدلوا عن جوابه على كلامه إلى الأمر بإخراجه وإخراج أهله.
(مَدْيَنَ (٢)) : اسم أرض قوم شعيب ، كانوا يبخسون الكيل والوزن ، فبعث الله لهم شعيبا لينهاهم عن ذلك.
فإن قلت : هل المراد به الأيكة المذكورة فى الشعراء (٣) ومعناها الغيضة ، ولم قال فى الأعراف أخوهم (٤) كما قال فى قصة نوح وحذفه من الشعراء ؛ فدل على أنهم قبيلتان.
والجواب أنه بعث إلى مدين ، وكان من قبيلتهم ، فنسبه إلى أخوّتهم ، وبعث أيضا إلى أصحاب الأيكة ، ولم يكن منهم ؛ فلذلك لم يقل أخوهم ؛ فكان شعيب على هذا مبعوثا إلى القبيلتين.
وقيل : إن أصحاب الأيكة مدين ، ولكن قال أخوهم [١٤٨ ا] حين ذكرهم باسم قبيلتهم ، ولم يقل أخوهم حين نسبهم إلى الأيكة التى هلكوا فيها ؛ تنزيها لشعيب عن النسبة إليها. وقرئ الأيكة بالهمز وخفض التاء مثل الذى فى الحجر (٥) ، و (ق (٦)) ؛ ومعناه الغيضة كما قدمنا. وقرئ فى الشعراء (٧) بفتح اللام والتاء ، فقيل : إنه مسهّل من الهمز. وقيل إنه اسم
__________________
(١) الأعراف : ٨٢
(٢) الأعراف : ٨٥ ، وغيرها.
(٣) آية الشعراء (١٧٦) : كذب أصحاب الأيكة المرسلون
(٤) الذى فى آية الأعراف : وإلى مدين أخاهم ... وفى آية ١٠٦ من الشعراء : إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون.
(٥) فى الحجر آية ٧٨ : وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ.
(٦) فى ق ، آية : ١٤ : وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ...
(٧) الشعراء : ١٧٦ ، وقال الزمخشرى فى الكشاف (٢ ـ ١٣١) : ومن قرأ بالنصب ، وزعم أن ليكة بوزن ليلة : اسم بلد ، فتوهم ، قاد إليه خط المصحف ، حيث وجدت مكتوبة فى هذه السورة وفى سورة ص بغير ألف. وقد كتبت فى سائر القرآن على الأصل ، والقصة واحدة ، على أن ليكة اسم لا يعرف.