(لَوْ) : حرف شرط فى المضى تصرف المضارع إليه ، بعكس «إن» الشرطية.
واختلف فى
إفادتها الامتناع ، وكيفية إفادتها إياه على أقوال :
أحدها ـ أنها
لا تفيده بوجه ، ولا تدل على امتناع الشرط ولا امتناع الجواب ؛ بل هى لمجرد ربط
الجواب بالشرط دالة على التعليق فى الماضى ، كما دلت إن على التعليق فى المستقبل ،
ولم تدل بالإجماع على امتناع ولا ثبوت.
قال ابن هشام : وهذا القول كإنكار الضروريات ؛ إذ فهم الامتناع منها
كالبديهى ؛ فإن كل من سمع «لو فعل» فهم عدم وقوع الفعل من غير تردد ؛ ولهذا جاز
استدراكه ، فتقول : لو جاء زيد لأكرمته لكنه لم يجيء.
ثانى ـ وهو
لسيبويه ، قال : إنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره ؛ أى أنها تقتضى فعلا ماضيا كان
يتوقع ثبوته لثبوت غيره ، والمتوقع غير واقع ؛ فكأنه قال : حرف يقتضى فعلا امتنع
لامتناع ما كان يثبت لثبوته.
الثالث ـ وهو
المشهور على ألسنة النحاة ومشى عليه المعربون ـ أنها حرف امتناع لامتناع ؛ أى يدل
على امتناع الجواب لامتناع الشرط ؛ فقولك : «لو جئت لأكرمتك» دالّ على امتناع
الإكرام لامتناع المجيء.
واعترض بعدم
امتناع الجواب فى مواضع كثيرة ؛ كقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ
أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ). ( وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ
لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) ؛ فإن عدم النفاد عند فقد ما ذكر ، والتولّى عند عدم
الإسماع أولى.
__________________