إِلَّا قَلِيلاً (١)) ؛ أى فى قدرتنا أن نذهب بالذى أوحى إليك ، فلا يبقى عندكم شىء من العلم.
(لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (٢)) : الذى قالوا هذا القول هم أشراف قريش ، طلبوا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنواعا من خوارق العادات ، وضروبا من المعجزات ، وهى التى ذكرها الله فى كتابه ؛ وهذه منها.
والينبوع : العين ، قالوا له : إن مكة قليلة الماء ففجّر لنا فيها عينا من ماء. وقيل : إن الذى قال عبد الله بن أبى أمية بن المغيرة ، وكان ابن عمة النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، ثم أسلم بعد ذلك.
(لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ (٣)) : معناها لو كان أهل الأرض ملائكة لكان الرسول إليهم ملكا ولكنهم بشر ، فالرسول إليهم بشر من جنسهم.
(لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ (٤)) ، أى لو ملكتم الخزائن لأمسكتم عن العطاء خشية الفقر ، فالمراد بالإنفاق عاقبة الإنفاق ، وهو الفقر. ومفعول «أمسكتم» محذوف.
وقال الزمخشرى (٥) : لا مفعول له ، لأن معناه بخلتم. من قولهم للبخيل : ممسك. ومعنى الآية وصف الإنسان بالشح ، وخوف الفقر ، بخلاف وصف الله تعالى بالجود والغنى.
__________________
(١) فى الآية التى قبلها : ٨٥ من السورة نفسها.
(٢) الإسراء : ٩٠
(٣) الإسراء : ٩٥
(٤) الإسراء : ١٠٠
(٥) الكشاف : ١ ـ ٥٥٩