الخامس : أنه التوحيد.
السادس : أنه الشفاعة.
السابع : أنه نور وضعه الله فى قلبه.
والصحيح أن الله أعطاه هذه الأشياء كلها ، ولكن المراد بالكوثر الذى ترده أمّته. آنيته على عدد نجوم السماء ، طوله ما بين عمان إلى صنعاء ، هكذا فسره صلىاللهعليهوسلم ؛ قال أبو سعيد القرشى : لما نزلت على النبى صلىاللهعليهوسلم (١) : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) ـ قال صلىاللهعليهوسلم : يا ربّ ، اتّخذت إبراهيم خليلا ، وموسى كليما ؛ فبما ذا خصصتنى؟ فأنزل الله تعالى (٢) : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ). فلم يكتف بذلك وحقّ له ألا يكتفى ؛ لأن السكون إلى الحال سبب قطع المريد ؛ فأنزل الله تعالى (٣) : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ). فقال له جبريل : إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك : إن كنت اتخذت إبراهيم خليلا ، وموسى كليما ـ فقد اتخذتك حبيبا. وعزتى وجلالى لأفضلنّ حبيبى على خليلى وكليمى. فسكن.
وهذا من أجلّ الرضا ؛ لأن هذه هى الدلالة ، والرضا للحبيب والانبساط للخليل ؛ ألا ترى إلى قول إبراهيم : وجاءته البشرى وهو على الانبساط؟
فإن قلت : قد وردت تحديدات من الشارع فى عرض هذا الكوثر وطوله يفهم منها التضادّ.
فالجواب أنها ليست بمختلفة ؛ وإنما تحدث به صلىاللهعليهوسلم مرات عديدة ، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة بحسب اختلاف الطوائف من العرب ، فخاطب كل أحد بما كان يعرف من المسافة. والمعنى المقصود أنه حوض كبير متّسع الجوانب والزوايا.
__________________
(١) الإسراء : ٥٧
(٢) الانشراح : ١
(٣) الكوثر : ١