مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة.
وكذلك أول سورة اقرأ لكونها أول ما نزل من القرآن ؛ فإن فيها الأمر بالقراءة والبداءة فيها باسم الله ؛ وفيه الإشارة إلى علم الأحكام ، وفيها ما يتعلق بتوحيد الرب ، وإثبات ذاته وصفاته ، من صفات ذات وصفة فعل (١) ؛ وفى هذا الإشارة إلى أصول الدين. وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله (٢) : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) ؛ ولهذا قيل : إنها جديرة أن تسمى عنوان القرآن ؛ لأن عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة فى أوله.
[فى فواتح السور (٣)]
والكلام فى هذا الوجه عريض ، أفرده بالتأليف ابن أبى الإصبع فى كتاب سماه «الخواطر السوانح فى أسرار الفواتح» ، وهأنا ألخص هنا ما ذكره مع زوائد من غيره ، طالبا ممن نظر فيه دعوة خالصة فى وقت استجابة أن ينفعنا بهذا القرآن العظيم بجاه نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم :
أعلم أن الله تعالى افتتح القرآن بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شىء من السور عنها :
الأول ـ الثناء عليه تعالى ؛ والثناء قسمان : إثبات لصفات المدح ، ونفى وتنزيه عن صفات النقص ؛ فالأول التحميد فى خمس سور ، و «تبارك» فى سورتين (٤).
__________________
(١) فى الاتقان : من صفة ذاته وصفة فعله.
(٢) العلق : ٥
(٣) وضعنا هذا العنوان ، لأن الحديث فيما يأتى فى فواتح السور ، وهو فى الاتقان.
(٤) فى الفرقان : تبارك الذى نزل الفرقان. وفى الملك : تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (من البرهان : ١ ـ ١٦٤).