وقد تحذف (١) الجملة للعلم بها ويعوض عنها التنوين. وتكسر الذال لالتقاء الساكنين ، نحو (٢) : (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ). ((٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ).
وزعم الأخفش أن «إذ» فى ذلك معربة ، لزوال افتقارها إلى الجملة ، وأن الكسرة إعراب ، لأن اليوم والحين مضاف إليها.
وردّ بأن بناءها لوضعها على حرفين ، وبأنّ الافتقار باق فى المعنى ، كالموصول تحذف صلته.
(إذا) على وجهين :
أحدهما : أن تكون للمفاجأة ، فتختصّ بالجمل الاسمية ، ولا تحتاج إلى جواب ، ولا تقع فى الابتداء ، ومعناها الحال لا الاستقبال ؛ نحو (٤) : (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى). ((٥) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ). ((٦) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا).
قال ابن الحاجب : ومعنى المفاجأة حضور الشيء معك فى وصف من أوصافك الفعلية ، تقول : خرجت فإذا الأسد فى الباب ؛ ومعناه حضور الأسد معك فى زمن وصفك بالخروج ، أو فى مكان خروجك ؛ وحضوره معك فى مكان خروجك ألصق بك من حضوره فى زمن خروجك ؛ لأن المكان يخصك دون ذلك الزمان ، وكلما كان ألصق كانت المفاجأة فيه أقوى.
واختلف فى إذا هذه ؛ فقيل إنها حرف ، وعليه الأخفش ، ورجّحه ابن مالك. وقيل ظرف مكان ، وعليه المبرد ؛ ورجّحه ابن عصفور. وقيل ظرف زمان ،
__________________
(١) المغنى (١ ـ ٧٧)
(٢) الروم : ٤
(٣) الواقعة : ٨٤
(٤) طه : ٢٠
(٥) يونس : ٢٣
(٦) يونس : ٢١