تقديره بعاد عاد إرم. ويدل على هذا قراءة ابن الزبير بعاد إرم على الإضافة من غير تنوين عاد ، وامتنع إرم من الصرف على القولين للتعريف والتأنيث.
(اقتحم العقبة (١)) الاقتحام : الدخول بشدة ومشقّة. والعقبة عبارة عن الأعمال الصالحة المذكورة. وجعلها عقبة استعارة من عقبة الجبل ؛ لأنها تصعد ويشق صعودها على النفوس. وقيل هو جبل فى جهنم له عقبة لا يجاوزها إلا من عمل هذه الأعمال ؛ ولا هنا (٢) تحضيض بمعنى هلا. وقيل هى دعاء. وقيل : هى (٣) نافية. واعترض على هذا القول بأن «لا» النافية إذا دخلت على الفعل الماضى لزم تكرارها.
وأجاب الزمخشرى (٤) : بأنها مكررة فى المعنى ، والتقدير فلا اقتحم العقبة ولا فكّ رقبة ، ولا أطعم مسكينا.
(انبعث) يعنى خرج إلى عقر الناقة بسرعة ونشاط. وأشقاها (٥) أحيمر (٦) ثمود قدار (٧) بن سالف عاقر الناقة. ويحتمل أن يكون أشقاها واقعا على جماعة ؛ لأن أفعل التى للتفضيل إذا أضفته يستوى فيه الواحد والجمع. والأول أظهر.
(انحر) : اذبح. ويقال انحر : ارفع يديك بالتكبير إلى نحرك. والأول أظهر ؛ لأن الله أمره بالصلاة على الإطلاق. وبنحر الهدى والضحايا. وقيل إنه عليه الصلاة والسلام كان يضحى قبل صلاة العيد ، فأمره أن يصلّى ثم ينحر ؛ فالمقصود على هذا تأخير نحر الأضاحى عن الصلاة. وقيل : إن الكفار كانوا
__________________
(١) البلد : ١١
(٢) فى الأصلين : ولأنها ـ تحريف.
(٣) أى لا.
(٤) الكشاف : ٢ ـ ٥٤٥
(٥) الشمس : ١٢
(٦) المعروف : أحمر ثمود ، كما فى ثمار القلوب : ٧٩
(٧) فى ا : مدرار ـ مضبوطا.