أمرتك فعصيتنى ، وأمهلتك فما راعيتنى ، وخوّفتك عقابى فما خفتنى ، وتسترت بالقبيح عن عبادى ، وبه بارزتنى. ألم أكن على قلبك وجوارحك رقيبا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.
فهناك يخرس اللسان ، وتطيش العقول والأذهان ؛ ولا تطيق من الهيبة البيان ؛ بل تشهد جوارح الإنسان. اللهم إنك تعلم أنه ليس لى من ينقذنى من والد علم ولا ولد علم فى ذلك الموقف العظيم غير الاشتغال بخدمة كتابك ، واستخراج زبده ودرره ، واقتطاف ثمره وأزهاره. فاجعله لنا شافعا مشفّعا ، وخصوصا هذا الكتاب ؛ فإنى أودعت فيه فنون العلوم على تنوّعها ، ومررت على رياض التفاسير على كثرة عددها ، وختمته بأقوال كلية ؛ فخلصت سبائكها ؛ وفوائد مهمة سبكت تبرها ، وأقوال محمدية على بعض آياتك رجاء بركتها ؛ لأن بركة الكتاب ختمه. فختمته بما صحّ من التفسير عن نبيك البشير النذير. السراج المنير ، راجيا منك حسن الخاتمة على دينك المستقيم ؛ فلا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وثبتنا على صراطك القويم ، بجاه سيدنا ومولانا الفاتح الخاتم منقذنا من العذاب الأليم. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأمته أفضل صلاة وأزكى تسليم.