بلفظها ، ومنه قوله تعالى (١) : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ...) الآية ، فإنها جمل معطوف بعضها على بعض بواو النسق على الترتيب الذى تقتضيه البلاغة من الابتداء بالأهم (٢) الذى هو انحسار الماء عن الأرض المتوقف عليه غاية مطلوب أهل السفينة ، من الإطلاق من سجنها ، ثم انقطاع مادة السماء المتوقف عليه تمام ذلك ، من دفع أذاه بعد الخروج ، ومنع إخلاف ما كان بالأرض ، ثم الإخبار بذهاب الماء بعد انقضاء المادتين الذى هو متأخر عنه قطعا ، ثم بقضاء الأمر الذى هو هلاك من قدّر هلاكه ونجاة من سبق نجاته ، وأخّر عما قبله لأن علم ذلك لأهل السفينة بعد خروجهم منها ، وخروجهم موقوف على ما تقدم ، ثم أخبر باستواء السفينة واستقرارها المفيد ذهاب الخوف ، وحصول الأمن من الاضطراب ، ثم ختم بالدعاء على الظالمين ، لإفادة أن الغرق وإن عم الأرض فلم يشمل إلا من استحق العذاب لظلمه.
عتاب المرء نفسه
ومنه (٣) : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي ...) الآية.
وقوله (٤) : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ...) الآيات.
العكس
هو أن يؤتى بكلام يقدّم فيه جزء ويؤخّر آخر ، ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم ؛ كقوله تعالى (٥) : (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ، وَما مِنْ حِسابِكَ
__________________
(١) هود : ٤٤
(٢) فى الإتقان : الاسم.
(٣) الفرقان : ١٧
(٤) الزمر : ٥٦
(٥) الأنعام : ٥٢