وعن الخليل ـ فى
قوله : (فَجاسُوا خِلالَ
الدِّيارِ) ـ أنه أريد : فحاسوا ؛ فقامت الجيم مقام الحاء ، وقد
قرئ بالحاء أيضا.
وجعل منه
الفارسى : (إِنِّي أَحْبَبْتُ
حُبَّ الْخَيْرِ) ؛ أى الخليل.
وجعل منه أبو
عبيدة : (إِلَّا مُكاءً
وَتَصْدِيَةً) ، أى تصددة.
تأكيد المدح بما يشبه الذم
قال ابن أبى
الإصبع : هو فى غاية العزّة فى القرآن. قال : ولم أجد منه إلا
آية واحدة ، وهى قوله : (قُلْ يا أَهْلَ
الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ ...) الآية ؛ فإن الاستثناء بعد الاستفهام الخارج مخرج
التوبيخ على ما عابوا به [٦٥ ب] المؤمنين من الإيمان ـ يوهم أن ما يأتى بعده مما
يوجب أن ينقم على فاعله ، مما يذم به ، فلما أتى بعد الاستثناء ما يوجب مدح فاعله
كان الكلام متضمنا تأكيد المدح بما يشبه الذم.
قلت : ونظيرها
قوله : (وَما نَقَمُوا إِلَّا
أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ). وقوله : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا
مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) ؛ فإن ظاهر الاستثناء أن ما بعده حق يقتضى الإخراج ،
فلما كان صفة مدح تقتضى الإكرام لا الإخراج كان تأكيدا للمدح بما يشبه الذم.
وجعل منه
التنوخى فى الأقصى القريب : (لا يَسْمَعُونَ فِيها
لَغْواً
__________________