عن ملّة الإسلام الذى هو دين الأنبياء كلهم ، وأنهم بمعزل عنها ؛ قاله (١) الزمخشرى.
الرابع الذم ، نحو (٢) : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ).
الخامس : التأكيد لرفع الإيهام ، نحو (٣) : (لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) ؛ فإن إلهين للتثنية ، فاثنين بعده صفة مؤكدة للنهى عن الإشراك ، ولإفادة أن النهى عن اتخاذ إلهين ، إنما هو لمحض كونهما اثنين فقط ، لا لمعنى آخر من كونهما عاجزين أو غير ذلك ؛ ولأن الوحدة تطلق ويراد بها النوعية ، كقوله صلىاللهعليهوسلم : إنما نحن وبنو المطلب شىء واحد. وتطلق ويراد بها نفى العدة بالتثنية باعتبارها. فلو قيل : لا تتخذوا إلهين فقط لتوهم أنه نهى عن اتخاذ جنسين آلهة ؛ وإن جاز أن نتخذ من نوع واحد عددا آلهة ؛ ولهذا أكد بالوحدة قوله (٤) : (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ).
ومثله (٥) : (فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ـ على قراءة تنوين كل. وقوله (٦) : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) ؛ فهو تأكيد لرفع توهّم تعدد النفخة ؛ لأن هذه الصيغة قد تدل على الكثرة بدليل (٧) : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها).
ومن ذلك قوله (٨) : (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ). فإن لفظ «كانتا» يفيد التثنية ، فتفسيره باثنتين لم يفد زيادة عليه.
وقد أجاب عن ذلك الأخفش والفارسى بأنه أفاد العدد المحض مجردا
__________________
(١) الكشاف : ١ ـ ٢٥٧
(٢) النحل : ٩٨
(٣) النحل : ٥١
(٤) الأنعام : ١٩
(٥) المؤمنون : ٢٧
(٦) الحاقة : ١٣
(٧) إبراهيم : ٣٤
(٨) النساء : ١٧٦