ومنه (١) : (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ). ((٢) هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ). (كُلُوا (٣) وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا). (وَإِذا (٤) رَأَيْتَ ثَمَّ) ؛ إذ المعنى ربى الذى يفعل الإحياء والإماتة. وهل يستوى من يتصف بالعلم ومن ينتفى عنه العلم؟ وأوقعوا الأكل والشرب وذروا الإسراف. وإذا حصلت منك رؤية.
ومنه (٥) : (وَلَمَّا (٦) وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ ...) الآية. ألا ترى أنه عليهالسلام رحمهما إذ كانتا على صفة الذياد وقومهما على السقى لا لكون مذودهما غنما ومسقيّهم إبلا ، وكذلك المقصود من «لا نسقى» السقى لا المسقىّ. ومن لم يتأمل قدّر : يسقون إبلهم ، وتذودان [٥٢ ب] غنمهما ، ولا نسقى غنما.
وتارة يقصد إسناد الفعل إلى فاعله وتعليقه بمفعوله ، فيذكران ، نحو : لا تأكلوا الرّبا. ولا تقربوا الزنا. وهذا النّوع الذى إذا لم يذكر محذوفه (٧) قيل محذوف ، وقد يكون فى اللفظ ما يستدعيه فيحصل الجزم بوجود تقديره ، نحو : ((٨) أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً). ((٩) وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى).
وقد يشتبه الحال فى الحذف وعدمه ، نحو (١٠) : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ). قد يتوهم أن معناه نادوا فلا حذف ، أو سموّا فالحذف واقع.
__________________
(١) البقرة : ٢٥٨
(٢) الزمر : ٩
(٣) الأعراف : ٣١
(٤) الإنسان : ٢٠
(٥) من كلام ابن هشام أيضا.
(٦) القصص : ٢٣
(٧) فى المغنى : مفعوله.
(٨) الفرقان : ٤١
(٩) النساء : ٩٥
(١٠) الإسراء : ١١٠