هُمُ الْفائِزُونَ). فإنه ذكر لتبيين عدم الاستواء ، وذلك لا يحسن إلا بأن يكون الضمير للاختصاص.
السابع ـ تقديم المسند إليه على ما قال الشيخ عبد القاهر : قد يقدم المسند إليه ليفيد تخصيصه بالخبر الفعلى. والحاصل ـ على رأيه ـ أن لها أحوالا :
أحدها : أن يكون المسند إليه معرفة والمسند مثبتا ؛ فيأتى التخصيص ؛ نحو : أنا قمت ، وأنا سعيت فى حاجتك ؛ فإن قصد به قصر الإفراد أكد بنحو : وحدى ؛ أو قصر القلب أكد بنحو : لا غيرى. ومنه فى القرآن (١) : (بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ). فإن ما قبله من قوله (٢) : (أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ). ولفظ «بل» مشعر بالإضراب يقضى بأن المراد بل أنتم لا غيركم ؛ فإن المقصود نفى فرحه هو بالهدية لا إثبات الفرح لهم بهديتهم. قاله فى عروس الأفراح.
قال : وكذا قوله (٣) : (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) ؛ أى لا يعلمهم إلا نحن.
وقد يأتى للتقوية والتأكيد دون التخصيص ؛ قال الشيخ بهاء الدين : ولا يتميز ذلك إلا بما يقتضيه الحال وسياق الكلام.
ثانيها : أن يكون المسند منفيا ؛ نحو : أنت لا تكذب ؛ فإنه أبلغ فى نفى الكذب من «لا تكذب» ومن «لا تكذب أنت». وقد يفيد التخصيص ؛ ومنه (٤) : (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ).
ثالثها : أن يكون المسند إليه نكرة مثبتا ، نحو : رجل جاءنى ؛ فيفيد التخصيص إما بالجنس ؛ أى لا امرأة. أو الوحدة ، أى لا رجلان.
__________________
(١) النمل : ٣٦
(٢) التوبة : ١٠١
(٣) القصص : ٦٦
(٤) القصص : ٦٦