بين الميّت وبين كلّ واحد منهما ويحصيهم ، ليعلم أنّ الأقرب هو من قلّ عدد
الآباء بينه وبين الميّت ، دون من كثر عددهم بينه وبينه.
وله أيضا أن
يوضّح ذلك لمن التبس عليه بذكر الأمثال والنّظائر ، وإن كان كلّ ذلك ممّا لا يثبت
به التّوريث ، وإنّما يعرف به الأقرب ، والميراث يثبت بالنّصوص.
فامّا
الوجه الثّاني من الكلام على استدلالهم هذا أن نقول لهم : لم زعمتم أنّ النّكير مرتفع ،
وقد روى عن كلّ واحد من الصّحابة ـ الّذين أضفتم إليهم القول بالقياس ـ ذمّه ،
وتوبيخ فاعله ، والإزراء عليه :
فروي عن أمير
المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «لو كان الدّين يؤخذ بالقياس لكان
باطن الخفّ أولى بالمسح من ظاهره» وهذا تصريح منه عليهالسلام بأنّه لا قياس في ذلك .
وروي عنه عليهالسلام أنّه قال : «من أراد أن يتقحّم جراثيم جهنّم فليقل
في الجدّ برأيه» وهذا اللّفظ يروى عن عمر .
وما روي عنه عليهالسلام في ذمّ القياس والذمّ لفاعله أكثر من أن يحصى .
وروي عن أبي
بكر أنّه قال : «أيّ سماء تظلّني وأيّ أرض تقلّني إذا قلت في
__________________