ببعض من تناوله الخطاب ، قلنا : إنّ ذلك من فروض الكفايات ، وذلك نحو الجهاد لما كان البغية به حفظ بيضة الإسلام ودفع الأعداء عن المسلمين ، وكان ذلك يحصل ببعضهم ، كان ذلك من فروض الكفايات ، وكذلك القول في الصّلاة على الأموات ، ودفنهم ، وحملهم إلى المقابر ، ومتى قام بذلك من يحصل البغية به سقط عن الباقين ، وأجرى مجرى ذلك الفقهاء طلب الفقه ، لأنّ ذلك عندهم من فروض الكفايات ، لأنّهم جوّزوا تقليد العلماء والرّجوع إليهم ، ومن لم يجوّز ذلك جعله من فروض الأعيان ولم يجعله من فروض الكفايات ، وكذلك أجرى هذا المجرى اختيار الأئمّة من أجاز اختيار الأئمّة ، فأمّا على مذهبنا فطريقة معرفة الأئمّة النصّ الثابت على أعيانهم على ما ذكرنا في كتب الإمامة.
فهذه الجملة كافية في هذا الباب لأنّها تنبّه على ما زاد عليها ويتفرّع إن شاء الله تعالى.