أيضا النكير عليهم ، نحو إنكارهم على من يقول بالتجسيم ، والتشبيه ، والصورة ، والغلو (١) وغير ذلك ، وكذلك من خالف في أعيان الأئمة عليهمالسلام ، لأنهم جعلوا ما يختص الفطحية ، والواقفة ، والناووسية (٢) وغيرهم من الفرق المختلفة بروايته لا يقبلونه ولا يلتفتون إليه ، فلو كان اختلافهم في العمل بأخبار الآحاد يجري مجرى اختلافهم في المذاهب التي أشرنا إليها لوجب أن يجروا فيها ذلك المجرى ، ومن نظر في الكتب وسبر أحوال الطائفة وأقاويلها وجد الأمر بخلاف ذلك.
وهذه أيضا طريقة معتمدة في هذا الباب.
ومما يدل أيضا على صحة ما ذهبنا إليه ، أنا وجدنا الطائفة ميزت الرّجال الناقلة لهذه الأخبار ، ووثقت الثقات منهم ، وضعفت الضعفاء ، وفرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته ، ومن لا يعتمد على خبره ، ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم ، وقالوا فلان متهم في حديثه ، وفلان كذاب ، وفلان مخلط ، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد ، وفلان واقفي ، وفلان فطحي ، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها ، وصنفوا في ذلك الكتب ، واستثنوا (٣)* الرّجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم ، حتى إن واحدا منهم إذا أنكر حديثا نظر في إسناده وضعفه برواته (٤).
__________________
(١) راجع الروايات الواردة في : أصول الكافي ١ : ١١٢ ـ ٩٢ ، ومعجم رجال الحديث ١٤ : ٢٥٥ ـ ٢٤٤.
(٢) من الفرق البائدة ، ويقال : إنهم يتبعون رجلا يقال له ناووس ، وقيل نسبوا إلى قرية ناووسا ، وكانوا يعتقدون بأن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام حي ولن يموت وأنه القائم المهدي.
(٣) * أي التصانيف التي رواها الرّجال مثل ما روي عن ابن الوليد انه قال : ما تفرد به محمد بن عيسى من كتب يونس لا يعتمد عليه.
(٤) لاحظ ما كتبه أصحاب السير والرّجال والتراجم من الإمامية عن هؤلاء الرّواة الضعفاء والمغموزين ، راجع : رجال الكشي (اختيار معرفة الرّجال) ، رجال النجاشي ، رجال الطوسي ، الفهرست للطوسي ، الفهرست للشيخ منتخب الدين الرازي ، رجال العلامة ، جامع الرّواة ، إيضاح الاشتباه ، رجال ابن داود ، معالم العلماء ، التحرير الطاوسي ، الرّجال الكبير ، مجمع الرّجال ، نقد الرّجال ، أمل الآمل ، رجال بحر العلوم ، خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ، معجم رجال الحديث ، قاموس الرّجال و...