والغلاة (١) ، والواقفة (١) ، والفطحية (٣) ، وغير هؤلاء من فرق الشيعة المخالفة (٤) اعتقادهم للاعتقاد الصحيح.
ومن شرط خبر الواحد أن يكون راويه عدلا عند من أوجب العمل به ، وهذا مفقود في هؤلاء.
وإن عولتم على عملهم دون روايتهم ، فقد وجدناهم عملوا بما طريقه هؤلاء الذين ذكرناهم ، و (٥) ذلك لا يدل على جواز العمل بأخبار الكفار والفساق.
قيل لهم : إنا لا نقول أن جميع أخبار الآحاد يجوز العمل بها ، بل لها شرائط نحن نذكرها فيما بعد ، ونشير هاهنا إلى جملة من القول فيه :
فأما ما ترويه العلماء المعتقدون للحق ، فلا طعن على ذلك بهذا السؤال.
وأما ما يرويه قوم من المقلدة فالصحيح الّذي أعتقده ، أن المقلد للحق وإن كان مخطئا في الأصل معفو عنه ، ولا أحكم فيه بحكم الفساق. فلا يلزم على هذا ترك ما نقلوه.
على أن من أشاروا إليه لا نسلم أنهم كلهم مقلدة ، بل لا يمتنع أن يكونوا عالمين بالدليل على سبيل الجملة كما تقوله جماعة أهل العدل في كثير من أهل الأسواق
__________________
(١) انظر هامش رقم (٣) صفحة ١٣١.
(٢) وهم جماعة من الشيعة الإمامية توقفوا بعد وفاة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام عن متابعة جمهور الشيعة والقول بإمامة الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، واعتقدوا بحياة الإمام الكاظم وأنه لم يمت.
(٣) أو الأفطحية نسبة إلى عبد الله الأفطح بن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ، وقد ظهرت هذه الفرقة بعد وفاة الصادق عليهالسلام ، وادعت أنه الإمام ، وكان عبد الله أكبر أولاد الإمام الصادق ، ولكنه عاش سبعين يوما بعد أبيه ، ومات ولم يعقب ولدا ذكرا ، وبعد موته أذعن الجميع بإمامة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ، ولم يستفحل أمرهم.
(٤) كالكيسانية (رجال الكشي : رقم ١٤٩ ، ١٥٢ ، ٢٠٤) ، والناووسية (رجال الكشي : رقم ٣٨٤ ، ٦٦٠ ، ٦٧٦) ، والخطابية (رجال الكشي : رقم ٥١٠ ، ٥٨١ ، ٥٥ ، ٩٠٧) والجهمية (رجال الكشي : رقم ٤٧٦) ، والبترية (رجال الكشي : رقم ٤٢٢ ، ٤٢٩ ، ٤٣٠). وغيرها من الفرق والمذاهب البائدة.
(٥) وهل.