٥٥ ـ قوله : وقوله : إنّما يحشر الناس على نيّاتهم (١). (ص ١٢)
أقول : لا دلالة فيه لما أراده بوجه ، لأنّ الظاهر من الخبر أنّ حشر الناس على حسب نيّاتهم واعتقاداتهم في حسن الحال وسوء الحال ، ولا ينظر إلى صورة أعمالهم بل إلى ما نووا فيها من الخير والشرّ.
٥٦ ـ قوله : وما ورد من تعليل خلود أهل النار في النار (٢) ... (ص ١٢)
أقول : لعلّ الظاهر منها أنّ البناء على المعصية دائما من أكبر المعاصي ، والبناء على الطاعة كذلك من أعظم الطاعات ، وذلك سبب الخلود ، غاية ما في الباب أنّه من أفعال القلب ، لا من أفعال الجوارح ، لا أنّ القصد إذا تعلّق بالمعصية يوجب الخلود في النار ، وإذا تعلّق بالطاعة يوجب الخلود في الجنة ، وكم فرق بين المعنيين ، فإنّ العبد لو قصد العصيان ، ثمّ عصى لا يعدّ عند العقل والعقلاء مستحقّا لعقابين ، بخلاف ما لو كان بانيا على العصيان دائما وعصى أيضا ، فيستحقّ عند العقل عقابين ، وذلك ظاهر.
٥٧ ـ قوله : وما ورد من أنّه إذا التقى المسلمان بسيفهما (٣). (ص ١٢)
أقول : يمكن أن يكون الوجه في دخول المقتول في النار أنّه داخل في عنوان المحارب ، لتشهير السلاح على المسلم ، وأنّه معصية توجب الحدّ على ما هو مذكور في باب الحدود ، إلّا أنّ ذلك ينافي تعليله بأنّه أراد قتل صاحبه فليتأمّل.
٥٨ ـ قوله : وما ورد في العقاب على فعل بعض المقدّمات بقصد ترتّب الحرام ... (ص ١٢)
أقول : يدلّ هذه الأخبار على أنّ هذه الأفعال بهذا القصد من المحرّمات الأصليّة ،
__________________
(١) المحاسن : ٢٦٢.
(٢) المحاسن : ٣٣١.
(٣) التهذيب : ٦ / ١٧٤.