أو انحلاليا.
«قلت» انحلال الجسم إلى المادة والصورة انما هو في ذاته لا بما انه مدلول لفظه بخلاف العالم فان انحلاله إلى المعنون والعنوان انحلال في المدلول بما انه مدلوله وبعبارة ثانية كما ان المادة والهيئة في المشتقات كأنهما موجودان بوجود واحد ، كذلك في الدلالة فان دلالتهما دلالتان في دلالة واحدة ، والمفهوم منها مفهومان في مفهوم واحد ، وفي الخارج كأنهما موجودان بوجود واحد ، والمعنون الّذي هو مفهوم المشتق يقبل الحمل والجري على الافراد ، فزيد في الخارج متحد الوجود مع الضارب الّذي ينحل إلى المعنون بالضاربية.
ثم ان المحقق الشريف استدل على بساطة المشتق بامتناع دخول الشيء في مفهوم الناطق لاستلزامه دخول العرض العام في الفصل المميز ، ولو اعتبر ما صدق عليه الشيء انقلبت القضية الممكنة إلى الضرورية «انتهى و» فيه مواقع للنظر (اما) أو لا فلان برهانه لا يثبت إلا خروج الذات لا البساطة ، فلقائل ان يقول كما اختار بعضهم ان مفاده هو الحدث المنتسب إلى الذات بنحو يكون الحدث والنسبة داخلتين والذات خارجة ، اللهم إلّا ان يقال ان الشريف بصدد إثبات خروج الذات لا البساطة وهو غير بعيد عن ظاهر كلامه فراجع محكي كلامه في شرح المطالع.
واما ثانيا فلان المشتق بماله من المعنى الحدثي لا يعقل ان يعد من مقومات الجوهر سواء كان بسيطا أم مركبا ، فلو صح القول بنقله عن معناه على البساطة فليصح على القول بالتركيب ، نعم سيوافيك بإذنه تعالى ان المبدأ لا يشترط فيه سوى كونه قابلا لاعتوار الصور والمعاني عليه واما كونه حدثيا فليس بواجب بل هو الغالب في مصاديقه.
و «ثالثا» ان ما لفقه بصورة البرهان بعد الغض عن انه ليس برهانا عقليا بل مآله إلى التمسك بالتبادر عند المنطقيين ، انما يتم لو كان مفاد المشتق مركبا تفصيليا ، وقد عرفت انه لا قائل به ظاهرا واما على ما اخترناه من كون المتبادر هو البسيط الانحلالي فلا.
توضيح ذلك ان المحقق في محله هو ان تركب الجنس والفصل اتحادي لا انضمامي لأن المادة البسيطة إذ اتصفت بالكمال الأول أعني الحركة وتوجهت إلى صوب كمالاتها ، تتوارد عليها صور طولية في مدارج سيرها ومراتب عروجها بحيث تصير في كل مرتبة عين